أصبح الشّغل الشاغل للناس والعِباد في مختلف مناطق المغرب مند مقتل بائع السّمك المرحوم محسن فكري، الذي طحن في شاحنة الأزبال ما سمي ب"الحِراك" في الريف حيت انطلقت احتجاجات يومية وتصاعدت بدون انقطاع حتى بلغت أصداؤها مختلفَ أنحاء البلاد وخارجها.

هذا الحراك جعل الشباب المغربي يئسا ووجد نفسه تائهة فتشتت أفكاره وانهارت أعصابه وضاقت عليه الدنيا ولم يجد وقتا ولا فرصة ليجمع أفكاره ويسترجع قواه ويتبنى موقفا في الأمر، ولحل هذه المشكلة إليكم مجموعة من كتب قيمة اقترحها الكاتب والروائي المغربي مراد الضفري التي من المفترض أن يقرأها جميع الشباب المغربي لرفع الوعي السياسي والثقافي لديه.

1_كتاب القوات المسلحة الإيديولوجية:

نُشر هذا الكتاب في سنة 2015 ضمن دفاتر وجهة نظر عدد 34، كتاب ‘’القوات المسلحة الإيديولوجية’’ للكاتب المغربي الرائع محمد منير الحجوجي، الذي يفضح فيه بعمق كل الأساليب والآليات التي ينهجها النظام ألمخزني لغسل أدمغة البسطاء وتمرير أيديولوجيته المخزنية التي جعلت فئات عريضة من شعبنا عبارة عن دُمىً مسلوبة تصفق وتطبل لأطروحات النظام التفشيلية وتواجه القوى الشعبية الحرة دون وعي ودون تفكير.

القوات المسلحة الإيديولوجية التي يقول عنها الكاتب أنهم ليسوا برجال الدولة، لكنهم يقومون بعمل الدولة مكان الدولة وأحسن من الدولة. يتحركون في كثير من المواقع الإستراتيجية بأقنعة من الصعب رصدها، تجدُ بينهم الأستاذ والمحامي والقاضي والأطر ومدير المدرسة والنفساني والأطباء والقواد... مواقعهم ورساميلهم وبلاغاتهم وألقابهم وملابسهم وسياراتهم تجعلهم قويي الحظوة، هم آلة نار النظام، شبيحته السرية، هم أول من سوف ينزل إلى الشارع لحرق معارضيه.. لحرقنا.

هذه القوات المسلحة الأيديولوجية هي قوات من المثقفين بالأساس يقول الكاتب، قوات صنعها القصر ومكنها من كل وسائل العيش والامتداد خصيصا لهذه المهمة: المساعدة على الترويج الهادئ ولكن الصارم لمخدرات النظام وأدوات ردعه الحيوية: الاستقرار، الاستثناء، التنمية والوسطية والاعتدال ومواجهة الفتنة والفوضى...

2_ كتاب وعاظ السلاطين:

هو كتاب للباحث الاجتماعي العراقي الدكتور علي الوردي صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب سنة م.1954.

في هذا الكتاب يوضح علي الوردي، من خلال تحليل حقب مختلفة من التاريخ الإسلامي، التناقض الذي يعيشه الوعاظ والفقهاء بين ما يقولون وما يفعلون، ذاك التناقض بين تعاليم الدين السمحة التي يدّعون حمايتها وخدمتها وبين ما يروجون من خطابات ومواعظ تخديرية تنذر الفقراء بالويل في الدنيا والآخرة وتنتقد كل صغيرة وكبيرة في حياتهم اليومية. في الحين الذي تسكتُ فيه ألسنتهم وعقولهم عن أفعال الطغاة والحكام والمترفين، وما من عجب في ذلك، فمنذ عهد عصابة الأمويين تحول الوعاظ والفقهاء إلى جيش مجنَّد تحت إمرة الحاكم والسلطان لمحاربة الخصوم السياسيين وقيادة المحكومين كالقطيع خدمة للحاكم الذي يأكلون من موائده ومن هباته ويكتبون خطبهم وكتبهم من قلمه وأوامره.

الجميل في الكتاب أيضاً، أنه يميط اللثام على مجموعة من الأكاذيب والأحداث التاريخية التي قلَّما نتوقف عندها، كأكذوبة شخصية ‘’عبد الله بن سبأ’’ الوهمية، وحدث الثورة الفكرية والمبدئية التي قادتها مجموعة ‘’علي ابن أبي طالب، أبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر’’ على الخليفة عثمان بن عفان وأغنياء قريش، والكيفية الخبيثة التي استغلَّ بها معاوية والداهية عمرو بن العاص الدين الإسلامي وأحكام القرآن لتأليب مسلمي الشام على ‘’علي ابن أبي طالب’’ ... أترككم لاكتشاف هذا الكتاب الثوري التحفة.

3_ كتاب المثقفون المغالطون: 

يطرح كتاب “المثقفون المغالطون” الصادر بباريس سنة 2011 عن دار جون كلود غاواسوتش للنشر، الانتصار الإعلامي لخبراء الكذب ، سوْالا إشكاليا، حول المكان المركزي الذي يحتله الكذب في النقاش العام حول القضايا العالمية والإستراتيجية في الإعلام الفرنسي، و لمحاولة فهم هجمة مثقفي المخزن على الحراك الشعبي في المغرب والتي انتقلت من تهم الإنفصال والتخوين وزعزعة الاستقرار إلى التشييع والانتماء إلى الحشد الشعبي الشيعي (وسبحان الله في مثقف وأستاذ جامعي ينبح بهكذا نعث وظلم)، أدعوكم رفاقي إلى تشجيع محيطكم على قراءة كتاب "المثقفون المغالطون، الانتصار الإعلامي لخبراء الكذب" للكاتب الفرنسي بسكال بونيفاس (ترجمة عبد الرحمان مزيان) الذي رفضت العشرات من دور النشر الفرنسية نشره لأنه يفضح ألاعيب ولوبيات المثقفين الإعلاميين المدفوعي الأجر الذين يروجون للأكاذيب والمغالطات للسيطرة على الرأي العام ونشر أجندات الحكام، صحيح أن الكتاب يتخذ من الساحة الفرنسية دراسة حالة (سيعجبكم الفصل الذي يفضح فيه ألاعيب من يدعى بالفيلسوف والمثقف برنار ليفي) إلا أنه يميط اللثام على مغالطات وحقارة المثقفين المدفوعي الأجر وخدام السلطة في كل مكان.

4_كتاب فقه الثروة:

كتاب فقه الثورة للمفكر المصري يوسف زيدان هو الكتاب الذي أنصحكم أصدقائي بقراءته هذه المرة للتفقُّه أكثر في مفاهيم الثورة والفعل الثوري وكذا الاطلاع العميق على تجربة الاحتجاجات التي عرفتها بلدان الربيع العربي، خصوصا مصر (للآخذ بدروس سلبياتها وإيجابياتها)، كي نرفع من وعينا السياسي في الظرفية الحساسة التي يمر منها الوطن.

في الكتاب يوضح يوسف زيدان ما جرى في دول الربيع العربي ويعيد قراءة القواعد الأساسية للحركة الثورية في هذه البلدان، مركزاً على التجربة المصرية، موضحاً أن الثورة لا تحدث بشكل فجائي وإنما تراكمات عديدة يجب استكمالها قبل الوصول إلى الانفجار الثوري، وهو في هذا الصدد يحدد خمس مراحل تمر منها كل حركة ثورية وهي: انتشار الظلم، الاحتقان، التظاهر (المرحلة التي يعيشها المغرب حسب رأيي المتواضع منذ سنة 2011)، الانفجار ثم التغيير.

إلا أن الكاتب يستدرك موضحاً أن الاستجابة لعوامل الثورة ومحركاتها هو فعل ذهني لدى الشعوب في المقام الأول، لأن هناك فارق بين وقوع الظلم الاجتماعي والسياسي من ناحية والإحساس به والانفعال بسببه من ناحية أخرى (رسالة مهمة للعبيد) فقد يزداد الظلم والقهر السلطوي في مجتمع جاهلٍ تشيعُ فيه ظروف تحبط وتغييب إرادة الشعب دون أي ردة فعل.

من بين الأفكار التي ستتوقفون عندها في الكتاب هي أن الكاتب يوضح أن هالة الاستقرار وقوة الدولة وتماسكها لا تعدو أن تكون قشرة خارجية سرعان ما تسقط بفعل اهتراء وتآكل دواليب الدولة التي نخرها الفساد والاستبداد، وتسقط عند أول موجة ثورية احتجاجية متماسكة، إلا أنه يشير أيضا إلى كون الفعل الثوري إن لم يكن رشيدا وهادفا فهو مجرد هيجان لا معنى له ولا يعول عليه (وهذا درس لكل المناضلين الذين يدفعون تاريخ المغرب إلى الأمام).

5_كتاب ترتيب العقل الثوري:

نكاية في أصحاب "واش بغيتو ترجعونا بحال سوريا" أقترح عليكم أصدقائي ورفاقي هذه المرة كتاب جميل وبسيط تحت عنوان "ترتيب العقل الثوري" لأحد نشطاء ومشاركي الثورة السورية في بداياتها السلمية والمدنية الشاب نزار عبد الباري مشعل.

الكتاب بأفكاره البسيطة والنفسية أحيانا، هو عبارة عن مواكبة للحراك السوري ولمآلاته ومتغيراته منذ البداية، يحاول الكاتب من خلاله تفكيك الأفكار والتصورات التي شكلت العقل الثوري لدى الشباب السوري إبان موجة الربيع العربي متطرقا إلى مآلات الحراك الثوري وفشل الفعل السياسي وظهور مخاض مستقبل الدولة موضحا في النهاية كيف أن عدم تشكل قيادة وطنية للحراك السوري ذات مصداقية ونزاهة استدعت تدخلا أجنبيا وحروبا بالوكالة (في هذا رسالة إلى كل المناضلين المغاربة بضرورة تشكيل كثلة تاريخية قيادية تقود الحراك الوطني حاليا ومستقبلا وتكون نظيفة، شابة ونزيهة).

6_كتاب شاهدونا ونحن نخرب بيوتكم:

 كتاب يفضح آليات النظام الكومبرادوري التي يعتمدها من أجل إرباك الشخصية المغربية وتشويش فهمها للواقع وحقائق الأمور، أشاطر معكم هذه المرة كتاب رائع بعنوان "شاهدونا ونحن نخرب بيوتكم" للكاتب المغربي عبد الله لخلوفي.

الكتاب يشرح بلغة بسيطة وجريئة الوسائل الإعلامية المغطاة بثوب "الحداثة" التي من خلالها يتم تفكيك الأسر المغربية وتسطيح وتغييب عقول المغاربة عن القضايا المهمة للوطن. يتوقف الكتاب خصوصا عند البرامج الترفيهية والمسلسلات المدبلجة التي خربت التكوين السوسيولوجي لأجيال عديدة وحولتهم إلى كائنات بيولوجية واستهلاكية يسهل قيادتها وسوقها في قطيع شعبي لا ينتفض ولا يطرح الأسئلة الكبرى.

المرجو نشرها بشكل واسع كي تعم الفائدة على شبابنا الصامد في الحراك الشعب.