وقفت على مشارفه ، فلم يحتضني ولم يبالي بوجودي ، فظننت أنني ضللت الطرسق ..
وكانت نفسي تحدثني بالرجوع ، وتساءلت : أليس هو الذي كان منبع ذكريات الطفولة ؟! نعم إنه هو ، فقلبي وثب مضطربا حينما رآه ورجع إلى الخلف بشريط الذكريات .. أصوات المرح تعالت في أذني ، وفمي همس بأهازيج وأناشيد الطفولة .. وعنئذ أسعفتني عيناي بالدموع ، وقلبي تفطر حزنا وأسى .
وحينما تقدمت ، شعرت أنني أدخل مغارة لا سبيل للخروج منها ، فهي تزداد ظلاما مع تقدم خطوات قدماي ، ثم لاحظت انبعاث نوارا خافتا ، يبتسم إلي ابتسامة خفيفة مليئة بالعطف والحنان .. ترى !! من أين ينبعث ذلك الضوء ؟! وماذا تعني هذه الابتسامة ؟ّ!
هرولت مسرعة للبحث عن مصدر الإضاءة ، فوجدتها صرة رثة ، كتب عليها بالغبار " ذكريات " ، فلما فتحتها تدفق منها سراجا منيرا كشف عن الظلام ، وتناثرت الذكريات ، فحولت المغارة إلى كون مشرق منير .. فسألته : " لماذا أظلمت حينما قدمت ؟! ، لماذا أنكرتني وعملت على تجاهلي ، ورفضت الاعتراف بي ؟! " فأجابني : " إنه الزمن " ..
آه ، آه يا زمن !! لما فعلت بنا ؟! لم بعثت ببراثن النسيان كي تنهش فيما بقي من ذكرياتنا ؟! لم قتلت روح الفرحة فينا ، وتركت غبار الوجع في ملامح بسمتنا ..
ويحها الأيام كيف عذبتنا .. فياليتها تعود بي إلى ذلك الماضي الحاني بين الأهل والأحباب ..
نشر في 25 أكتوبر
2016 .
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
جلال الرويسي
منذ 6 شهر
ابتسام الضاوي
منذ 7 شهر
مجدى منصور
منذ 7 شهر
Rawan Alamiri
منذ 7 شهر
مجدى منصور
منذ 8 شهر
ما بين التثقيف والتصفيق فى الجمهورية الجديدة!
دائماً ما كانت «الأنظمة» تستخدم «المثقفين» للترويج لأعمالها ومشروعاتها(هذا إن افترضنا أن هذا النظام يمتلك مشروع بالفعل)، ولكن فى الماضي كانت هناك أنظمة «عاقلة» ومثقفين «موهبين» قادرين على الحفاظ على الحد الأدنى من «الاحترام» والمعقولية فى «الطرح» و فى مستوى
ابتسام الضاوي
منذ 8 شهر
مجدى منصور
منذ 9 شهر
محمد خلوقي. Khallouki mhammed
منذ 10 شهر
عبدالرزاق العمودي
منذ 10 شهر