كثيرا ما نتساءل : لماذا لا تطيعنا أنفسنا ؟ و لماذا نشعر بأنها هي التي تقودنا لا نحن الذين نقودها ؟ لماذا نفقد السيطرة عليها ؟؟
**********
رُوي أن أحد الأشخاص ذهب ليشارك في سباق للخيول دون أن يكون له سابق معرفة بركوب الخيل , فطلب من المسئول عن الخيول أن يعلمه كيفية ركوب الخيل فشرحها له الرجل نظريا ثم امتطى المتسابق حصانه و كذلك فعل الباقون , ثم انطلقت صافرة البدء و قام المسئول بضرب الأرض خلف الخيول فأسرعت بالجري , و خلال السباق حاول هذا المتسابق تطبيق ما شرحه له مسئول الخيول لكنه كان فاقد السيطرة تماما على حصانه كما أنه كان مضطربا فوقه و وجد الحصان يسير مع باقي الخيول في طريقهم دون توجيه أو سيطرة منه , هو فقط يمضي مع القطيع .
و عندما إنتهى السباق , ذهب المتسابق إلى مسئول الخيول و أخبره بما جرى و استفسر منه عن عدم إطاعة الحصان له رغم قيامه بكل التعليمات , فقال له المسئول : ( عفوا سيدي , لكنك لابد أن تكون رجلا حتى يطيعك الحصان ) , فانفعل المتسابق و كاد أن يبطش به لكن المسئول استبقه و قال له : ( لا أقصد أي إهانه , لكن ما أقصده أن الحصان إذا شعر للحظة أنك متردد فلن يطيعك و سيفعل ما يحلو له و يمشي مع القطيع دون أن يهتم بأوامرك ) .
**********
كذلك النفس تحتاج إلى شخص قوي شجاع غير متردد يعرف ما يريد و يتوجه إليه مباشرة دون تأجيل أو كسل .
فمثلا إذا كنت لا تصلي و إتخذت قرارك بالصلاة , قم من فورك و توضأ و صلي , لا تقل حسنا سأبدأ من الغد , فهذا التردد هو الذي يجعلنا نفقد السيطرة على أنفسنا .
إذا اتخذت قرارا , قم نفّذه الآن , حتى إذا حدثت أخطاء في التنفيذ فإنك ستستفيد من أخطائك و لن تكررها , أما التأجيل فإنه يؤدي للكسل و عدم التنفيذ و بالتالي لا يستفيد الإنسان شيئا .
-
عمرو يسريمهندس مصري يهتم بقراءة التاريخ وسِيَر القدماء. أرى أن تغيير الحاضر، والانطلاق نحو المستقبل يبدأ من فهم الماضي.