لم يكن فوز دولة قطر قبل ستة اعوام من الآن بشرف استضافة كأس العالم 2022 محض الصدفة ليكون هذا التنظيم الثاني في القارة الآسيوية والأول في التاريخ بمنطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي, منذ سنوات سبقت دخول دولة قطر غمار المنافسة وتقديم ملف الاستضافة كانت التحركات قد بدأت بالفعل لدخول هذا السباق وأعدت قواعد متينة تبني عليها اعمدة هذا البناء, وأول ماقامت به كان نشر الثقافة الرياضية في المجتمع القطري ودمج الأندية مع المجتمع وتفعيل دورها في اكتشاف ودعم المواهب ورعايتها, ثم استمرت على هذا النحو حتى دشنت نوذج رائع للإحتراف في عالم كرة القدم ومازالت مستمرة إلى يومنا هذا في العمل على تطويرة.
لم يكن العمل من خلال الأندية لينجح لولا وجود منشآت رياضية جيدة تحوي كافة المتطلبات للنهوض بالرياضة , ثم كان العمل على إنشاء الأكاديميات الرياضية التي تدعم عمل الأندية ولعل أبرزها أكاديمية اسباير التي تعتبر في الوقت الراهن واحد من انجح المشاريع في المنطقة والمعروف على مستوى العالم وزاد المشروع بريقاً تدعيمه بمرفقات لاتقل أهمية ومنشآت تسير في نفس الاتجاه مثل المستشفي الرياضي سبيتار وفندق ومساحات خضراء وملاعب.
تزامن هذا كله مع اطلاق قنوات رياضية دخلت المنافسة العالمية بسرعة فائقة ميزها في ذلك تحديد الاهداف المنشودة بوضوح وتسخير كل الجهود لبلوغ الهدف الذي تحقق بكسب ثقة الغالبية العظمى من المتابعين وتوسيع رقعة الانتشار لتصل للعالمية من خلال دخول السوق الاوربي, كما ان وجود قنوات رياضية تحظى بنفس النسق لكن على الصعيد المحلي ساهم محلياَ في جزء من النجاحات الرياضية المتكررة.
علاوة على ماذكر اعلاه لم يكتب النجاح فيما سبق لولا فضل الله اولا ومن ثم وجود شباب يجد كل الدعم من قيادته التي عملت على تنمية قدرات هؤلاء الشباب والعمل على اعداد جيل قادر على حمل المسئولية الكبيرة, ولعل تنظيم العديد من الفعاليات الرياضية في قطر كان له الدور الاكبر في اعداد وصقل مهارات هؤلاء الشباب ولابد ان نشير هنا الى تلك الفعاليات بعض الشئ واهميتها في تهيئة الاستضافة لكأس العالم, رغم ان المجال لايسع لذكر كل تلك الفعاليات لكن تجدر الاشارة الى الاستضافة الرائعة لدورة الالعاب الآسيوية الخامسة عشرة كثاني مدينة في غرب آسيا واول مدينة عربية تحظى بشرف التنظيم وماحققتة من نجاحات منقطعة على كافة الأصعدة, ناهيك عن الكثير من المباريات الدولية الودية آخرها المباراتان المنتظرتان خلال شهر ديسمبر من هذا العام بين برشلونة والاهلي السعودي والاخرى مباراة السوبر الايطالي بين فريق جوفينتوس وميلان .
وأخيراً
ها نحن نسمع ونرى جهود اللجنة العليا للمشاريع والإرث الجهة المسئولة عن تنظيم كأس
العالم 2022 والدور الكبير الذي تقوم به ليس فقط مقتصرعلى إنشاء الملاعب المقررة
للبطولة ولكن من خلال الكثير من الأعمال التي تقوم بها في خدمة النشئ والأجيال
القادمة على المستوى المحلي والخليجي والذي يمتد اقليمياً وعالمياً من خلال تنفيذ
برامج عديدة لم يسبقها أحد في ذلك مما يدفع إلى التفاؤل ببطولة عالم غير مسبوقة.