تتجاوزني فرص الحياة، وتتعاطاني الهموم كأني (أفيونها الأصلي)، وحياتي ماخورها الأقدس..
وكأن كل شيء يسير وفق حكمة العبث، وكل أحلامي وأساطير ارادتي قابعة هناك على هامش القدر..
أتساءل: ما؟ من؟ ماذا؟ أين؟ متى؟ كيف؟ لماذا؟..
ويجرفني تيار أسئلتي بعيداً..
لا أرى العواصف تلحق بي، ولا الزوابع تسبقني وتحبطني..
لكني منذ زمن طويل أُجَّدِف وأجَّدِف: أقاوم طيش الموج ونزوات الطقس المراهق..
قاربي طَوفٌ مُسِّنْ، وشراعي سحنة وجه موشوم بالتجاعيد وبآثار ندوب جائحة [المالط(*)] التي داهمت نصف القرن العشرين الأول - فقط في بلدي.
ومن قمة مجدافي وحتى أخمص زعنفته، أرى أمارات الموت السريري المحتم..
ولازلت أجدف، أقاوم تطرف الجزر وعنف المد.. وارهاب السكون المسالم،
وحينما لا أرى أحداً بجانبي، معي، خلفي، فوقي أو حتى من تحتي.. لا أحد.. لا أحد..
أتساءل:
هل من شيء يشعرني بالخذلان؟
هل ثمة حسرة يمكن أن أزفر حَرَّات نهيدها من صدري؟
هل هناك يأس يستوطن قلبي ويتسلطن على كامل رقعة احساسي؟
(لا)...
فلازلت بخير.. وقادر على استنطاق لحظة صدق واحدة كل يوم.. لأقول في نفسي: الحمد لله..
فقط من تعنيه هذه العبارة.. يسمعها..
فإذا تمزق الشراع.. واهترئ الطوف، وانعدمت جدوى المجداف.. سأكمل بقية الرحلة سباحة..
وإن لم أصل ذات يوم.. وانقطع خبري، فسيكون عظيماً بالنسبة لي أن تقرأ – أنت - هذا النص من بعدي..
8 سبتمبر 2013
-
فكري آل هيرمواطن لا أكثر ..