عند قراءتي لكتاب (الاربعون) للكاتب أحمد الشقيري ،أعجبت كثيرا
بمحتواه الهادف ، و أحسست أنني أتقاسم الكثير من المواقف معه .تارة أشعر أن
الكاتب يخاطبني و يعبر عما يجول في خاطري، و تارة أخرى كانه يسرد مقاطع من
تجاربي الشخصية .
الغريب في الامر و الجميل كذلك ان صدور هذا الكتاب صادف بلوغي سن
الاربعينات هذه المرحلة بالنسبة لي :
منارة في وسط بحر عميق و مظلم، و من أعاليها أطل على بحرحياتي من كل
الجوانب 360° (امراة ،زوجة ،أخت ،صديقة ...) .
و بنور مصباحها ، اضيئ كل ركن مظلم فيها، أسلط الضوء عليه لاخرجه من
الظلمات الىالنور، أقود و أوجه بواخر حياتي نحو بر الامان ( السلام الداخلي) .
هواية الكتابة كانت دفينة في اعماقي، و صراعاتي الدائمة مع الحياة لم تكن
تسمح لها ان تطفو الى السطح.
سن الاربعينات بالنسبة لي هو مرحلة من عمري شعرت فيها بالهدوء بعد
العاصفة، عاصفة الشباب و العواطف الجياشة و المتناقضة .
سن الاربعينات هو ذلك اليوم الجميل و الهادئ الربيعي، الذي ينقشع فيه الضباب و
السحاب لتطل فيه شمس دافئة، فتعم اشعتها الذهبية سطح بحر صافي و هادئ ،
ولكن للاسف مليئ بحطام السفن التي تحطمت في اثناء العاصفة .
في سن الاربعينات، و من أعالي المنارة بدأ ينقشع الضباب حيث بدأت ألمح الافق
و كذلك بدأت أقيم الخسائر و الحطام الدي خلفته العاصفة، ومن بين ذلك الحطام
لمحت بواخر لم تنكسر و لم تتشقق و خرجت من العاصفة مثل الشعرة من العجين ،
انها المبادئ و القيم الصحيحة التي رافقتني و سترافقني من المهد الى اللحد .
شكرا سيدي على هذه ال .... لا أجد صفة دقيقة و معبرة للامتنان لك
و لجهودك المعتبرة و القيمة في هذا العمل الدي دفعني و شجعني على الكتابة
ابقى سيدي دائما منارة تنير الاعماق المظلمة .
تحياتي
المراة الطموحة
-
امراة طموحةامراة طموحة