في ليلة مُنتشية بالحبّ
و برائحة العتب
خاطبني :
أنتِ جنّتي!
أنتِ دُنياي
أنتِ الحبّ
أنتِ الحرب
لست حقيقة...
بل امرأة أنت
قادمة من الخيال البعيد جدّا
تعبي أنتِ...
جنّتي!
كيف أُجيب آنذاك
و لكنّي السّاعة
جوابي ملكي
مهلا...
كيف لخسيس؟
أن يرقى في الأفق
سكنه الخجل،
سأل سريرته :
أخسيس أنا؟
اتركي صمتك و أجيبي
...
هاك ذنبكَ حاسبه إذن :
ذنبُك أنتَ و أنتَ و أنتَ
أنتَ من نَحر قلبي بقسوة ذات شتاء
مزّقتَ الحبّ بعنف
و رميت جثّة الخيبة هناك ...
على قارعة الأمل
أحرقتَ الشّوق بنار الغياب
و نثرت رماده لوعة بداخلي
يقتلني السّؤال اليوم
كم مرّة أحييتني؟
و كم موتا تراك منحتني؟
إن كنت جنّتك فأنت...
أنت حتما
وطني!
أملي و ألمي
مذ أصبحتَ كذلك و أنا أهجرك و أعود إليك مدّا و جزرا
أعشقك سرّا و أمقتك جهرا
أجل، أنت وطني
عدوّي الوحيد بلا منازع
أجمل عذاب حلّ بي
و ألذّ موت تجرّعته
حبّك علقم تعوّدت على طعمه مُكرهة
كما أُجبِرتُ من قبل على لجم قلمي
فالوطن أُمّ كما يقولون
ليس لك أن تختارها
فقد شاء القدر أن يحملك رحمها...
هي وحدها
دون غيرها
سمعت أنّ الوطن ظلم
و أنّه قهر و فقر
و نار و جمر
نعم، أنت وطني!
أكرهك و أشتاق إليك كثيرا جدّا
أنا فقط من يحقّ لي لومك
ضمُّك و كسرُك
أنتَ لي...
-
أسماء بوزيدطالبة في قسم اللّغات، أدب و حضارات أجنبيّة (تخصّص لغة انجليزيّة)و مشروع كاتبة.