لماذا تاب آدم ولم يتب إبليس؟؟
لحظة تفكّر وتأمّل..
نشر في 22 أكتوبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
سؤال يتردد كثيرا لماذا قبل الله توبة آدم بالرغم من أنه خطاء ولم يقبلها من إبليس بالرغم من أنه أخطأ مرة واحدة؟؟.. لماذا منح الله آدم وبنيه التوبة إذا أخطئوا ولم يمنحها لإبليس وقومه بالرغم من أنه كان من أعلى المخلوقات قدرا.. بل كان صالحا..
سؤال جدلي، بعضهم يتخيل أنه لا إجابة له، بل ان التفكير في هذا الموضوع هو خطيئة بحد ذاتها.. فالمتعارف عليه هو أن التفكير وإعمال العقل مكروه بشده، وأنك يجب أن تعطل عقلك تماما، فالعقل يؤدي بك إلى متاهات ويغرق بك في غياهب الجب.. وهذا ليس صحيحا بالمرة، والأمر يطول الكلام فيه، ولكنه ليس موضوعنا الآن..
كان إبليس من أول المخلوقات التي وهبت قدرة القرار ونعمة الاختيار، فقد قدر له أن يقبل أو يرفض السجود لآدم، فما كان منه إلا أن استغل هذه النعمة في أن يتملكه الغرور والكبر، فهو ليس كالملائكة ينفذ ما يؤمر به فقط، وهذا جعله يشعر أنه أفضل من آدم بكثير..
( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لاَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاّ إِبْلِيسَ أَبَىَ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ )
إن حاولت أن تفكر للحظات ستدرك شيئا بسيطا، أن خطيئة إبليس لا تغتفر، فخطيئته هي الغرور والعناد، والمبالغة والمكابرة، فعندما طلب الله سبحانه وتعالى من الملائكة أن يسجدوا لآدم شعر إبليس بالغيرة وبالكبر من أن يسجد لمخلوق طيني وهو المخلوق من نار والتي يراها في نظره أعلى وأقدر شأنا.. ولم يقتصر الأمر على الغيرة بل اعترض وقاوم وفجر وتحدى ولم يطرف له جفن، لم يراجع نفسه ولو للحظة واحدة، ولم يحاول حتى أن يتوب، بل قرر أن ينتقم، وغلبت عليه طبيعته النارية وغالبته رغباته الشيطانية بالكيد لآدم.. وبأنه قرر أن يجمع معه ما يقدر عليه من بني آدم ليريه أنه ليس أفضل منه في شيء..
( ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11)
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)) [الأعراف]
أما آدم فقد ندم، وشعر بخطئه العظيم في عصيان أمر ربه والركض وراء أعظم شهوات الإنسان واكبر رغباته وهو الخلود..
ندم آدم وخجله من ربه ورغبته في العودة لرحمته، جعلته يحصل على أكبر عطاء يعينه في هذه الدنيا وهي التوبة والغفران من رب العالمين..
{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}...
-
آية مصلحدائما ما تهرب الكلمات مني عندما أحاول أن أكتب عن نفسي، رغم أن الكتابة هي الوسيلة الوحيدة التي اعرفها للتعبير عما يجول بخاطري، فكل ما أستطيع أن أخبره عن نفسي أنني أعشق الكتابة فهي تجعل مني شخصا أفضل..
التعليقات
لديك نظرة خاصة واسلوب إقناع ، وكلاهما مهارة ستأهلك لتكوني كاتبة متميزة ...رعاكي الله ``