بايدن...الرئيس العربي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

بايدن...الرئيس العربي

  نشر في 20 نونبر 2020 .

في مشهد غريب متمثل في الاهتمام اللامسبوق لدرجة المشبوه من الاعلام العربي بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الامريكية، طبعا نتحدث عن الاعلام المتحدث بلسان قادة العرب، وبشكل خاص دول الخليج العربي، فبين المتفائل بفوز بايدن الى المتحسر على خسارة ترامب، مرورا بالتحاليل والرؤى لمستقبل المنطقة، والاحتمالات المتوفرة او ربما التي سيتم طرحها لتسوية القضية الفلسطينية،  والمستوحاة وبشكل كلي من اسم الرئيس الامريكي الجديد. فرحت اتسائل عن الآلية التي سيعيد بها بايدن الارض المغتصبة في فلسطين لأهلها، و عن اللقاء التاريخي مع ممثل السلطة وقادة فصائل المقاومة لتسليم المفاتيح. كما تساءلت ايضا عن البعثة الدبلوماسية الضخمة التي ستزور عواصم الخليج و عموم الدول العربية لتسوية كل الملفات، وتجسيد الاغلاق النهائي للقواعد العسكرية الامريكية، وإصدار البيانات المتضمنة كسر كل آليات النهب والسرقة واقتسام الريع مع فقراء اهل البلد او حتى اعادة الملايير التي نهبها ترامب.

هو سيل من فيض اسئلة لا حصر لها تغلب عليها سمة الأحلام أو بشكل دقيق السذاجة، يستطيع قراءة حيثياتها أي عاقل من تصريحات جل الحكام العرب وتحليلات من ينطق باسمهم و هم يستبشرون بفوز الرئيس الجديد، الذي يحمل رؤية يتوهمون انها منقذة و كافية لتحقيق الاحلام، في صورة تدرك من خلالها درجة الحقارة وحياة الاوهام التي تورط فيها هؤلاء تاريخيا ومنذ التأسيس، لغاية فقدان القرار وصولا لاحتلال قلب المشهد في خطابات ترامب، المطالبة بالدفع وفقط وعلى الحان الاحتقار والاستصغار وحتى الاذلال.

فمع اقتراب توقيت تسليم ترامب لمفاتيح البيت الابيض لخلفه، و كما يحدث دائما عند العرب تعالت الاصوات المبشرة بالسياسة الرشيدة للرئيس الجديد، وبين تلك المذكرة بآلية الحكم في الولايات المتحدة، والتي يتحكم فيها رجال الخفاء الذين يقيدون الرئيس نفسه، راسمين الخطوط العريضة للسياسة، و الأخرى الحمراء التي يمنع تجاوزها أو حتى التفكير في الاقتراب منها، فثمن الوصول لكرسي البيت الأبيض يمر عبر اعلان الولاء والرضوخ لفتاوى صقور الادارة، وهو ما كشفه بايدن أثناء حملته وحتى قبلها بصريح العبارة انه صهيوني وان اسرائيل ضرورية لأمن اليهود في جميع انحاء العالم، و هو تصريح كفيل بتعرية النوايا المضمرة النابعة من المشروع الديني الذي تمليه العقيدة الصهيونية، وبالتالي فالأمر كله لا يتعلق سوى برقم جديد سيتولى الرئاسة موظفا عند حكام غرف الظلام، وعضوا مكبل القرار في الحكومة الخفية.

هي صورة وبقدر تعقيد معالمها إلا انها واضحة جلية لأولي الالباب المتمعنين في آثار الجروح التي نقشتها ايام التاريخ و من ينهلون من سير النبلاء وجحيم مستنقعات الخيانة والولاء لغير الاهل. هل ينتظر العرب فعلا الانصاف من الحاكم الجديد ؟ وهل يمكن له ان يبني ارض العرب ويعيد لها مجدها ويحقق العدل والرفاهية ؟ و هل سيقطع دابر الظلم واحتكار الطبقة الحاكمة لخيرات البلاد ؟ ام انه سيسير على نهج سابقيه لتحقيق الارباح وتثبيت الفاسدين في كراسيهم وتحويل الاموال لخزائن البنوك الامريكية .

في الواقع هو سيناريو جلي المعالم قد ينبع من عمق وطنية رئيس اوصله الولاء لسدة الحكم لتطبيق اجندة دقيقة مدروسة تغرسها افكار صقور الادارة الامريكية، وتسقيها وتنميها و يا للأسف ايادي بعض ساسة العرب وبتمويلهم وحرصهم، فالخطة والقصة تتكرر دائما أمام أعيننا في وقت تتم برمجة عجزنا على استخلاص العبر خشية كشف الرواية بكل تفاصيلها الدقيقة من قبل الجيل الجديد، فتم تسليط وسائل الإعلام على الشعوب لصناعة الرأي الذي يريده أعضاء الحكومة الخفية، مع ان المخطط منشور في وسائط التواصل وفي اوراق التاريخ وفي دفاتر الوطنيين المكبلين الحالمين ببناء المستقبل الزاهر وترسيم قواعد العدل حسب املاءات الشنب العربي ، و ليس وفق تعاليم قاتل ابيك الذي يتبجح بجرائمه امام العالم وأصحاب السمو والمعالي يتباكون  ويستجدونه ليعتذر لنيل بقايا الفتات .....وفقط.

محمد بن سنوسي

20-11-2020


  • 3

   نشر في 20 نونبر 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا