ما هذه الرائحة؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ما هذه الرائحة؟

  نشر في 21 غشت 2018 .

ما هذه الرائحة؟

تأليف: اندرو ماسترسون
ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو

تقلب الأبحاث الجديدة في ماليزيا التصور السابق عن دور علم الأعصاب في صعوبات وصف الروائح.

لا يبدو أن النقاش قد أظهر أية علائم على التلاشي ولكن الأبحاث المؤخرة بينت أن لدى شعب الاينويت Inuit 50 مرادفاً لكلمة الثلج. وتضم اللغة اليابانية 50 مفردة للمطر.

يفترض أن تحتوي هذه الثقافات على مفردات ثرة لوصف الطقس القاسي نظراً للحاجة إليها.

ويبدو أن ذات الأمر ينطلي على بعض مجتمعات الجمع والصيد التي يمتلك أفرادها عدداً كبيراً من المفردات لوصف الروائح وهو معجم مفقود في الكثير من المجتمعات الصناعية والتي إدعى بعض البحاثة أنها إستحالة عصبية.

تتحدث اصيفة ماجد من جامعة رادبود في هولندا ونيكول كروسبي من جامعة لوند في السويد في بحث نشر بمجلة البيولوجيا الراهنة Current Biology عن إستخدام اللغة لوصف الرائحة لدى شعبين يقطنان شبه الجزيرة الملاوية- شعب سيماق بيري الذي يعتمد على جمع الغذاء والصيد وشعب سيملاي الذي يعتمد على البستنة.

يعيش المجتمعان في بيئات متماثلة ويتحدثان لغات شديدة التقارب. وحاول البحاثة إستكشاف مدى تشاركهم في طريق متقاربة لتسمية الروائح. ومن أجل إختبار ذلك استعانا ب20 متطوعاً من السيماق بيري و21 متطوعاً من السيملاي وعرض على كل واحد منهم 80 رقاقة ملونة و16 رائحة معروفة مثل روائح الأسماك والتربنتين والقرنفل والورد والثوم والبرتقال.


برهن شعب السيملاي البستناني على براعتهم في تسمية الألوان ولكنهم أظهروا ضعفاً في تحديد أسماء الروائح بينما نجح شعب السيماق بيري المعتمد على الجمع والصيد في كلتا المهمتين.

لم تفاجئ النتيجة ماجد لإنها عززت إكتشافات سابقة من دراسة قامت بها مع عالم آخر نيكلاس بورونهولت ونشرت عام 2015.

أما في هذه الدراسة فقد عملت مع شعب آخر من شبه الجزيرة الملاوية وهو شعب جاهاي المعتمد على الجمع والصيد وتبين لها أن لغتهم تضم أكثر من 12 حالة من “مجموعات محددة لوصف الرائحة تعتبر تعابير يومية دارجة”.

وذكرت مع بورونهولت أن وصف الروائح موروث من اللغات القديمة مما يقترح أن التواصل حول الرائحة كان ممارسة ثقافية متجذرة وسارية على مدى الزمن.

واستنتجت الدراسة “أنه بعكس الإفتراض السائد في العلوم المعرفية برهنت هذه اللغات والثقافات على أن الرائحة أكثر من مجرد أثر لدى البشر.”

ويشيع الإفتراض بأن الرائحة تفتقر لمعونة اللغة وثمة أدلة تدعم ذلك.

تقول ماجد” سرى توافق على المدى الطويل بأن “الرائحة هي الحاسة البكماء التي لا تمتلك أية مفردات” وأظهرت عقود من الأبحاث مع الناطقين بالإنكليزية صحة ذلك.”

ولا يصعب العثور على أمثلة. إذ اقترحت دراسة نشرت عام 1999 في مجلة علم الأعصاب والسلوك الحيوي نقص المفردات لوصف الروائح لإن” معالجة معلومات الروائح تشترك مع بعض الموارد القشرية الدماغية المستخدمة في معالجة اللغة ويحدث ذلك التعارض بين هذين المحفزين عند المعالجة في ذات الوقت.”

ولاحظت دراسة أخرى نشرت عام 2015 في مجلة توجهات في العلوم المعرفية “ أن معظم الناس يواجهون صعوبة في تسمية الروائح المتشابهة مما يعني عوز التفاعلات الحسية المحددة مع جهاز اللغة.”

ينقل هذا العمل الذي أجرته ماجد وكروسبي النقاش بعيداً عن الجانب العصبي وأقرب إلى الجانب الثقافي.لا تنبع الفروقات في المقدرة على وصف الروائح من الشبكات العصبونية ولكن من الحاجة.

تقول ماجد” تكون حاسة الشم لدى مجتمعات الصيد والجمع فائقة القوة بينما تتلاشى لدى الشعوب المستقرة شيئاً شيئاً.”

المصدر:

COSMOS

What`s that smell? Hunter-gatherer societies have the answer.

19 January 2018.

By: Andrew Masterson



   نشر في 21 غشت 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا