المثالية في زمن المهلبيه
اتذكر قصص الصالحين و هذا المخلص الذي يقيم الليل بثلث القران و يختمه كل ثلاثه ايام، احاول القيام فافقد تركيزي اصلي رغما عني و اجاهد فيغلبني التعب فلا استطيع ان اقوم لصلاه الفجر.
نشر في 18 يونيو 2020 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
نعيش و نحن نبحث عن المثالية..
أتذكر قراءتي لقصص رجل المستحيل و أحلامي بذلك البطل الذي لا يخطئ فهو دائماً على الطريق الصحيح.
أتذكر أمي و هي تحثني أن أكون الأول بين أقراني
أتذكر أنني كنت الأفضل في تمرين الكاراتيه حتي إنضم إلينا هذا الفتى الذي انتزع مكانتي و أصبح الأفضل..فقررت أن أبتعد لأني لن أتحمل أن أكون في المرتبة الثانية
أتذكر قصص الصالحين و هذا المخلص الذي يقيم الليل بثلث القرآن و يختمه كل ثلاثة أيام ، أحاول القيام فأفقد تركيزي أصلي رغماً عني و أجاهد فيغلبني التعب فلا استطيع أن أقوم لصلاة الفجر.
بدأت عملي و أصبحت أفضل مهندس إنه أنا ما تربيت عليه لأجد نفسي أبتعد أكثر عن عائلتي و أصبحت هذا الغريب في البيت الذي لا يضيف وجوده أي جديد
أصبحت أبحث أن أكون الأفضل و زادت الضغوط.. و ظهرت السوشيال ميديا.. و ظهرت معها نماذج النجاح ..ذلك الفتي الصيني الذي أبهر العالم بموقع علي بابا، و هذا الشخص المغمور الذي رفضه فيسبوك فأنشأ الواتساب و باعه لفيسبوك بملايين الدولارت، و هذه الفتاة التي ظهرت في التك توك و تحصد آلاف الدولارت و هذه و هذا و هذا.
و كلما مرت السنين كبر التحدي و ابتعدت عن المثالية التي أبحث عنها و أصبح الهدف بعيد صعب الوصول
عمالقة السوشيال ميديا و النجاح السريع و ذلك الشاب الذي جنى الكثير من المال قبل سن العشرين و تلك الفتاة و هذا الطفل المشهور.
و لا تنتهي القصة حتي نجد أن العمر قد مضى و الأهداف لا تنتهي، تقل قدرتنا على السعي، فتخر قوانا أمام قدرة الزمن، نظرت إلى أمي متى أصابك الهرم أين كنت نعم تذكرت لقد كنت في ذلك السباق اللانهائي.
و نكتشف الحقيقة بعد فوات الأوان أن النجاح الحقيقي هي لحظات السلام النفسي التي نشعر بها، لحظات السعادة وسط الأصدقاء الحقيقين و الذكريات و إبتسامة أمي حين تراني سعيد و استقبال أطفالي لي بالتهليل.
علموا اولادكم انهم يجب ان يعيشوا هذه الحياة بحلوها و مرها، بانتصارتها و انكسارتها، علموهم أن لكل منهم حياته الفريدة و تجربته الخاصة، علموهم أن التحدي هو أن يجد سعادته في نفسه لا أن يبحث عنها في عيون الاخرين
-
Ahmed Elbagouryإنسان