تاهت منذ زمن ... تاهت ضمن دهاليز الزمن ... في طيات الدقائق و الساعات ... التي تدفعها لعدم التفكير .... ليس هذا ما تريد ... لكن لاوعياها يدفها لذلك ... لعله الوحيد الذي لا يرغب في أن لا تعود خطوة للوراء ... لكنه لا يدري كيف ... إنه عشوائي في طريقة دفاعه ... ابتعدت عن القراءة ... عن الكتابة ... عن الانصات للموسيقى ... عن الجلوس في خلوة مع نفسها ... نست كيف تحاورها ... و ذلك كله حتى لا تعيد سرد الذكريات أثناء تلك الجلسات الاحادية مع ذاتها ... نست حتى كيف تناسق الكلمات و الحروف .... توقف خيالها و حدسها ... توقفت عن كل تلك الأشياء التي كانت تنعش روحها ... فقط في سبيل عدم الرجوع لتلك الذكريات التي لم تعد بالنسبة لها سوى خيطا يعيدها للوراء ... و ما عادت تتحمل العودة للوراء ... و لا تدري حتى إن كانت بهذه الخطوة اللاوعية تعود للوراء أم تخطو للأمام ... أم أنها لا تكاد تخطو لا هنا أو هناك تابتة في مكانها ... ضحت بالكثير من الأشياء في سبيل النسيان لكن لا ضير ... لابد أن النسيان ليس حليفها هذه المرة ... فما لبتت أن مسكت القلم حتى تناترت كلماتها في كل جانب و كأنها سجين أفرغ عنه بعد حبس دام سنين طويلة ... طويلة جدا ... ما السبيل الذي ستتخده بعد الآن ... ستعود للتيهان من جديد ... أم أنها ستحارب الذكريات التي أضحت كسموم تقطع أحشائها و قد ترديها قتيلة يوما ما ... !