إنسان !! قصة قصيرة
بقلم / عبده عبد الجواد
نشر في 06 شتنبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
يرتجف قلبى إليها ، وعيونها الشاردة تزيد مشاعرى تخبطا ،أتجمد ، يجف حلقى..أتلعثم ، ولاأجد الحروف وتضيع الكلمات .. أبحث.. أتفقد خلجات نفسى..أجد حروفا متناثرة عبثا أحاول تنسيقها..تتناثر أحلامى عبر الرياح العاتية .. تتعالى الصرخات فى أذنى .. لاأدرى أصراخ الرياح أم أنين نفسى .. تدمع عيناى..أستشعر تساقطها على خدودى.. دموع .. لا..لا..لِمَ أتيتِ ؟؟ لِمَ الآن بالتحديد؟؟لحظتى هذه يامحطمتى لاتحتاج سوى أن تلفظك .. لحظتى تحتاج قوتى وليس دموعى وضعفى .. كلماتى دون همسى..حديثى دون صمتى..زمانى الصاخب يصرخ يعترف لى بحقيقتى على لسان جدرانى، أرضى وسمائى..لِمَ جِئتَ فى الحياة على هذه الصورة الباهتة ؟! لِمَ جئت طاهراً كالملائكة فى زمن خلود الشياطين؟! لِمَ جئت شفافاً رقيقاً فى زمن العنف والقسوة؟! لِمَ..لِمَ؟!!!
صَرَخْت بصوت مكبوت..ماذا أفعل؟ هكذا خُلِقت .. فأى إنسان ذاك الذى أصنعه فى ذاتى.؟! هل يمكن أن تنصهر ذاتى وتُصَب فى قالب جديد ؟! وبينما ملأت نفسى أنات صراعى ، توقفت عيونها الشاردة ، وإلتقت أعيننا ، رمقتنى بنظرة حانية ..لاأصدق نفسى ..تُرَى هل تشعر بى..ملأت عينى دمعتى ..أزحتها بعنف حاولت قتلها ..صَرَخَت صرختها الأخيرة..أمهلنى لحظة بعدها سأفارقك ..لقد حاولت ربط حلقات الكلمات داخلك..تمنيت أن أكون رفيقتك.. مزَّقْتُ أوصال حديثها..لا..لن تكونين رفيقتى ، ولن يكون حديثى من خلالك فأنتِ دليل انهزامى وضعفى .. أخرجت منديلى وصرعتها بقسوة..خَفَتَ صوت صراعى ، عُدْتُ من جديد لعينيها ، أبحث عن حروفى وكلماتى ، بقايا الصراع تطاردنى ، أهرب من شبح ضعفى ، تأسر ذاتى أحاسيس يائسة..ليس زمن الهمس ..ليس زمن الرقة.. لن تسمع حديث قلبك لابد أن تتكلم..لن تدرك ما بداخلك إن لم تُصَّرِح وتَصرُخ.. لن..لن!!
شعرت وكأننى أنصهر.. قاومت صورة قاتمة جديدة تعتري خيالى ، ازداد تناثر حروفى وتاهت كلماتى فى خلجات نفسى ، ازداد غليان عروقى ، لم أدرك هل نطق لسانى أم لا ؟ إختلط حديث ذاتى.. تردد السؤال على لسانى أو ربما بلسان وجدانى .. لاأدرى .. "أتشعرين بى؟ أتدرين من تكونين لى ؟..إنكِ الحياة بجمالها وخيالها بحلمها وسحرها .. إنكِ !! " لاحقتنى.. غمرتنى ، وشعرت وكأن الحياة قد أُْخْتُزِلَتْ فى نظرتها الحانية.. ارتجفت شفتاى .. تلعثم لسانى.. وشعرت بذاتى تنصهر لتشكل إنساناًجديداً بينما كانت شفتاها تنطق برجفة .." إ.. إ نى..إنى أحبك " .
عبده عبد الجواد- مصر
للتواصل: https://abdougawad.blogspot.com.eg
https://rwaealfekr.blogspot.com.eg/
عبر البريد الاليكترونى bd_gawad@yahoo.com
-
Abdou Abdelgawadرحلتى الطويلة مع عشق الكلمات لسنوات هاويا، تحتوينى كلماتى أحيانا وفى أخرى أحتويها ، كفانى أراء وحب الأصدقاء كأوسمة ونياشين تفيض بها ذاكرة عمرى ، وسيظل عشقنا الكبير حتى يتوقف بنا قطار الحياة، وحينها ستبقى الكلمات شاهدا ...
التعليقات
من أين لكم يا معشر المبدعين القدرة على الكتابة بهذه الطريقة ،? لم أجد تعبير مناسبا غير أنني قلت (اللــــه) عند انتهائي من القراءة لأعيد القراءة من جديد، و لأجد متعة جديدة في كل قراءة ، ومهما حاولت جمع الأحرف لأصف ما شعرت به عند قراءتي لهذه الكلمات الرائعة فأني لا أتمكن من صف جملة واحدة ! تمنيت أن أتمكن من الكتابة بهذه الصورة ، لم أقرأ شيئا يلامس مشاعري بهذه الطريقة منذ زمن ، دمعت عيناي وابتسم قلبي في آن ، كلمات رائعة بحق ،