يتبادر الى أذهان بعض النّاس أنّ عدم القدرة على الآداء الجيّد في الحياة ناجم عن عطب مّا. هذا صحيح،انّه ناجم على قرارهم بعجزهم عن الآداء.حيث يرى الانسان ما هو مقبل على انجازه بحجم الجبل، فيتثبّت في فكره أنّ تحقيق الغاية سيكون أشبه بصعود الجبل.و كما يمكن لمن يتسلّق الجبل ان ينزلق و يسقط فيلاقي حتفه، يتصوّر للانسان ذو التفكير السّلبيّ أنّه قد ينزلق و ينحرف عن تحقيق غايته المنشودة فتنقلب الأمور رأسا على عقب.لذلك يكفّ عن المحاولة و المثابرة الّتي هي من أهم استراتيجيّات النّجاح، و يتقبّل الوقوف في نقطة ثابتة في الحياة تقتله في اليوم ألف مرّة من حيث لا يدري. فيجد غيره يتواصلون مع كلّ النّاس بمنتهى الشّجاعة و الثّقة، بينما يعجز هو عن الابتسامة في وجه شخص يقابله خوفا من المواجهة.
وهكذا يجد زميله في الدّراسة قد صار طبيبا، أو مهندسا ، أو عالما.وهو لايزال في تلك النّقطة الوهميّة الّتي رسمها لنفسه.فلا يجد مجالا سوى اللّوم، أو المقارنة وهما مميتان لنشاطه و حيويّته النّفسيّة. كما يخلقان في ذاته نوعا من قلّة الثّقة بالنّفس و عدوانيّة ازاء الآخرين.
طبعا..كثير هم اللّذين وقعوا ضحايا هذا النّوع من التفكير السّلبي، النّاجم عن عدم ثقتهم بكفاءتهم النّفسيّة و الفكريّة، و كذلك عن محاولة اقناع أنفسهم بأنّهم عاجزون عن الآداء.لذلك وجب عليك، أخي القارئ، أن تحطّ حدّا لهذا التّجاوز داخل ذهنك. و يكفي أن تغربل الأفكار الّتي تأتي اليك من كلّ مكان و تقوم بتحليلها قبل قبولها في عقلك الباطن.
يمكنك أن ترفض و تطرد السّلبيّة منها الى غير رجعة، و تأكّد أنّه بمجرّد فعل ذلك، ستحلّ محلّها أخرى نافعة.كأن تقوم مثلا بتدوين مجموعة من الأفكار تبادرت الى ذهنك، وتسأل نفسك عدّة أسئلة عنها وتتوقّع النّتائج وتحسب الوقت. ثمّ تعود و تقرأ توقّعاتك للنّتائج.و ترى مدى سلبيّة تفكيرك أو ايجابيّته من خلال رؤيتك للمستقبل. فالشّخص الايجابي ينجح في الحياة و يحقّق أهدافه لأنّه يرى المستقبل بايجابيّة.لذلك يربّي المثقّفون أولادهم على هذا الأساس. فيسألون الطّفل "ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ "ويشترون له ألعاب مشابهة لأدوات العمل الّذي يحلم به، لينطلق في الحياة و يحوّل الحلم الى حقيقة ذات يوم بطاقة جبّارة و اصرار و ارادة.
وفي الأخير..ينبغي أن تعلم أنّ اليوم الّذي يمرّ من الحياة لن يعود،فهل حقّقت حلمك أم أنّك تسعى اليه؟ أم أنّك تغرق نفسك الضّائعة في متاهة وهميّة كبيرة اسمها الفشل؟
-
Rymaالسّلام عليكم. أنا جزائرية مقيمة باليونان، حائزة على ليسانس في الأدب الانجليزي.عملت مدرسة ثانوي بالجزائر. و أنا كاتبة روايات الآن. أعكف على اعداد ثاني رواية لي. و أبحث عن عمل ككاتبة مقالات أدبية و علميّة براب شهري.