الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعد ،أما بعد .. 

فإن سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي المنبع الثر للهدى والنور وهي المعين الذي لاينضب والحق الذي لايعطب ، فهذه قصة من مشكاة النبوة . قصة رجل أسرف على نفسه بالذنوب حتى كان أمره أن قتل مائة نفس، ولكن سرعان ماطرق باب رحمة الله الواسعة فغفر الله له ورحمه ، وإليك اخي الكريم هذه القصة نفتبس منها الفوائد والعبر . 

روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه - قال:قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم (( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا. فسأل عن أعلم أهل الأرض  فدل على راهب ،فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا،فهل له من توبة؟ فقال :لا فقتله فكمل به المائة.  ثم سأل عن أعلم عن أعلم أهل الأرض  الأرض فدل على رجل عالم،فقال :إنه قتل مائة نفس. فهل له من توبة ؟فقال نعم.ومن يحول بينه وبينالتوبة؟!أنطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فأعبد الله معهم . ولاترجع إلى ارضك فإنها أرض سوء .فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت . فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقلت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله ، وقالت ملائكة العذاب : إنهلم يعمل خيرا قط . فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم . فقال قيسوا مابين الأرضين،فإلى أيهما كان أدنى فهو له .فقاسوه فوجوده أدنى ألى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة وهذا لفظ مسلم .وفي رواية(أنه لما أتاه الموت نأى بصدره )

أوضح ما تدل  عليه هذه القصة سعة رحمة الله سبحانه وتعالى وأنه يغفر الذنوب جميعا بالتوبة الصادقة فهذا الرجل بلغت به الجرأة في المعاصي حتى أصبح سفاكا للدماء فقتل مائة نفس ولم يعمل خير قط، لكن لما صدق مع الله عز وجل في طلبة للتوبة النصوح،قبله الله ورحمه وقد قال جلا وعلا في شأن النصارى (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) والاية التي تليها(لقد كفرالذين ان الله ثالث ثلاثة) بلغ بهم الكفر أن دعوا لله صاحبة ووالد تعالى عما يقولون علوا كبيرا وأي ظلم أعظم من هذا الظلم؟! وأي جرم أشنع من هذا الجرم؟ لكن رغم ذلك تأتي الآية التي تلي الآيتين السابقتين لتؤكد سعة رحمة الله تعرض لهم التوبة إلى الله بأسلوب لطيف مؤثر فتأمل قوله تعالى ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم) 

وكذلك الحال مع المنافقين قال الله عنهم (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب الحريق ) 

وقال الشاعر :

لما قسا قلبي وضاقت مذهبي 

              جعلت الرجاء ربي لعفوك سلما 

تعاظمني ذنبي فلما قرنته

                 بعفوك ربي صار عفوك أعظما 

فيا من أساء وظلم اعلم أن دمعة ندم تزيل أثر القدم ، فأنت تتعامل مع عرض التوبة ، على الكفار وفتح طريق الرجعة امام الفجار وأمهل بكرمه الأشرار. فلا تصر بل اعترف وأقر فأن طعم الدواء مر وسوف تجد مايسر ولا يضر واحذر الشيطان فأنه يغر. 

نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من التوابين وأن يغفرلنا ذنوبنا أجمعين وأن يرحمنا وهو خير الرحمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 #قصه من النبي # مائة نفس # فهد الزمام الموسى #تويتر #@#التوبة #مقال##سناب #فيس بوك #استقرام ##قوقل

              #قصه من النبي # مائة نفس # فهد الزمام الموسى #تويتر #@#التوبة #مقال##سناب #فيس بوك #استقرام ##قوقل