فوضى الحجاب !
كثُر التساؤل اليوم .. لم أضحى الحجاب مشوّها بهذا الشّكل ؟!
كلمة صغيرة (موضة) ، تحمل وراءها إعصارا هائلا ، يشبه إلى حدّ كبير النظريّة الفلسفيّة الفيزيائية ، نظريّة الفوضى : "ضربة جناح فراشة في إفريقيا تُحدث إعصارا في أمريكا !" ..
فهي الآن <<" خداعات الموضة في الغرب أحدثت فوضى عارمة في حجاب المسلمة " ..! >>
فأصبحنا نرى أشكالا عدّة للحجاب الفوضوي الذي نتفاجأ به يوما عن يوم !
تشرّب عقل بعضهنّ سموم هذه الكلمة فأصبحن اليوم بين أمرين إرضاء الله من جهة ، و اللّحاق بركب الموضة من جهة ٱخرى !، "مذبذبين لا إلى هناك و لا إلى هنا " ، المهم عندهنّ هو تغطية الرأس لكن الباقي: " أرتدي ما يحلو لي " !
هذا التفكير من الأسباب الذي جعل صورة الحجاب اليوم "مشوّهة" .. كثير من الألوان .. كثير من المنعرجات و المدرّجات والتّسميات !
كثير من الفوضى !! فأضحى الحجاب : "حجاب الفوضى'!
لستُ أعلم كم سيلزمُنا من الوقت بعدُ لندرك أنّ الذي نَشر فكرة "حرّية المرأة" بهذا الحماس الزّائد ، إنّما كان ذلك كلّه لرغبة غريزيّة دنيئة متستّرة مغزاها " حرّية الوصول للجسد" !
وعلى ذكائه عرف "الوتر الحساس" الذي يدقّه ، فراح يزيّن رغبته الوضيعة بكلمات براقة من : "موضة" و "آخر صيحة " و "أناقة" و ٱنوثة'' ...
ثم وجد السّاحة بعدها فارغة؛ ليبتر من الملابس أنصافا وأجزاء لا تكاد ترتقي إلى ملابس الرجل البدائيّ قِصرًا و صِغرًا ... وضِيقا !!
وحين ذاع الصّيت ، أصبحت تدخل اليوم علينا أطنانٌ من الملابس -إن كانت حقّا ملابس- ملأت محلاّت بيع الملابس و ملأت حيطانها و أركانها ، تنادي الٱنثى باسم الموضة ، أنْ يا فلانة "هَيْتَ لكِ" !
ثم أصبحت المسلمة بعدها تتجوّل ببصرها الشّاخص باحثة عن لباس يظهرها أكثر "حضارة و تمدّنا" و تماشيا مع أحدث موضة ! فغرقت في بحر من التّنازلات عن شروط الحجاب الذي أمر المولى به..
ومن سوء حظّ من زُيّن لها سوء هذا العمل ، أنّها لم تجد ناهيا و لا ناصحا .. فكثر السؤال والتساؤل " أهؤلاء النّسوة خرجن من بيوت رجال ؟!"
و أصبح بعدها شغلهنّ الشّاغل "حبّ الظهور " و البحث عن كلمات هاربة ترضين بها غرورا ٱنثويّا ظهر مع تفتّح مزعوم !
ترى لم لازلت تريدين فرض نفسك بهذه الطريقة الرديئة ؟!
متى ستقررين أن تكوني أذكى من هذا المخادع الذي أظهرك للنّاس؛ و علِم أنّ فيك فطرة تميل لتلك الألوان المبهجة ،وراح يقنعك بكلّ الطّرق فوجدك سهلة الإقناع بأن الزينة و الجمال عالمك !..
نعم هو كذلك لا أحد ينكر، هذا مذكور في اعظم كتاب " أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين" ؛ لست في حاجة إلى من يقرّ بأنك تحبين الزّينة و التّزين ، هاهو ربّك يصفك بذلك في كتابه !!
لكنّك في حاجة ماسّة إلى أن تكوني أذكى قليلا من ذلك المخادع الذي يريد إخراجك من حصنك و سترك !
نعم تلك فطرة خلقها الله فيك ثم برحمته حماك بجملة قواعد فقال :
"يدنين عليهن من جلابيبهن"
"ولا تخضعن بالقول"
"ولا متخذات أخدان"
"وليستعفف"
"ولا يضربن بأرجلهنّ"
..
إنّك إن تركتِ كلّ تلك الأحكام التي هي في الحقيقة قوانين حماية- ودخلك بعض من الشّك- .. فاصبحت تميلين إلى ٱولئك الذين أوهموك بحرّية كاذبة ، و عصرنة واهية! ، فلا تسألي بعدها عن ضيقك وضياعك ، عن راحة نفسك و طمأنينة روحك !
بسيطة لا تحتاج تعقيدا "ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا" .
بكلّ ما يحمله الجمال من معنى .. أنت جميلة إن عرفت قدر نفسك ، وبكلّ ما تحمله الٱنوثة من معنى .. أنت أميرة النّساء إن عرفت قيمة وجودك !
وحجابك الحقيقيّ هو الذي لاتكونين معه في حاجة إلى ملابس إضافيّة تسترك لتتمكّني من الوقوف بين يدي خالقك لتؤدي الصّلاة!
أنت كما تنظرين لذاتك .. فاجعلي نظرتك عظيمة ، لستِ جسدا و لا ألوانا ولا جمالا سهل المنال ..
أنت امرأة كرّمت بأعظم دين و استخلفك الله في أرضه ، فلا تكوني من الذين استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير " أو ممّن آثر الدنيا وزينتها الزائلة عن الآخرة و نعيمها الأزليّ .
أنتِ أعظم من ذاك كلّه .. فلك كل التّوفيق للتّغيّر نحو الأفضل !
أسأل الله لي ولكِ الهداية و الرّشاد و الإنابة و الثّبات
#أنفال_شعلال
#فوضى_الحجاب
-
أنفال شعلالأنفال شعلال جزائرية الجنسية أدرس بمعهد للأساتذة و لي ميولات أدبية