فوضى الحجاب! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فوضى الحجاب!

أنفال شعلال

  نشر في 03 يناير 2019 .

فوضى الحجاب !

كثُر التساؤل اليوم .. لم أضحى الحجاب مشوّها بهذا الشّكل ؟!

كلمة صغيرة (موضة) ، تحمل وراءها إعصارا هائلا ، يشبه إلى حدّ كبير النظريّة الفلسفيّة الفيزيائية ، نظريّة الفوضى : "ضربة جناح فراشة في إفريقيا تُحدث إعصارا في أمريكا !" ..

فهي الآن <<" خداعات الموضة في الغرب أحدثت فوضى عارمة في حجاب المسلمة " ..! >>

فأصبحنا نرى أشكالا عدّة للحجاب الفوضوي الذي نتفاجأ به يوما عن يوم !

تشرّب عقل بعضهنّ سموم هذه الكلمة فأصبحن اليوم بين أمرين إرضاء الله من جهة ، و اللّحاق بركب الموضة من جهة ٱخرى !، "مذبذبين لا إلى هناك و لا إلى هنا " ، المهم عندهنّ هو تغطية الرأس لكن الباقي: " أرتدي ما يحلو لي " !

هذا التفكير من الأسباب الذي جعل صورة الحجاب اليوم "مشوّهة" .. كثير من الألوان .. كثير من المنعرجات و المدرّجات والتّسميات !

كثير من الفوضى !! فأضحى الحجاب  : "حجاب الفوضى'!

لستُ أعلم كم سيلزمُنا من الوقت بعدُ لندرك أنّ الذي نَشر فكرة "حرّية المرأة" بهذا الحماس الزّائد ، إنّما كان ذلك كلّه لرغبة غريزيّة دنيئة متستّرة مغزاها " حرّية الوصول للجسد" !

وعلى ذكائه عرف "الوتر الحساس" الذي يدقّه ، فراح يزيّن رغبته الوضيعة بكلمات براقة من : "موضة" و "آخر صيحة " و "أناقة" و ٱنوثة'' ...

ثم وجد السّاحة بعدها فارغة؛ ليبتر من الملابس أنصافا وأجزاء لا تكاد ترتقي إلى ملابس الرجل البدائيّ قِصرًا و صِغرًا ... وضِيقا !!

وحين ذاع الصّيت ، أصبحت تدخل اليوم علينا أطنانٌ من الملابس -إن كانت حقّا ملابس- ملأت محلاّت بيع الملابس و ملأت حيطانها و أركانها ، تنادي الٱنثى باسم الموضة ، أنْ يا فلانة "هَيْتَ لكِ" !

ثم أصبحت المسلمة بعدها تتجوّل ببصرها الشّاخص باحثة عن لباس يظهرها أكثر "حضارة و تمدّنا" و تماشيا مع أحدث موضة ! فغرقت في بحر من التّنازلات عن شروط الحجاب الذي أمر المولى به..

ومن سوء حظّ من زُيّن لها سوء هذا العمل ، أنّها لم تجد ناهيا و لا ناصحا .. فكثر السؤال والتساؤل " أهؤلاء النّسوة خرجن من بيوت رجال ؟!"

و أصبح بعدها شغلهنّ الشّاغل "حبّ الظهور " و البحث عن كلمات هاربة ترضين بها غرورا ٱنثويّا ظهر مع تفتّح مزعوم !

ترى لم لازلت تريدين فرض نفسك بهذه الطريقة الرديئة ؟!

متى ستقررين أن تكوني أذكى من هذا المخادع الذي أظهرك للنّاس؛ و علِم أنّ فيك فطرة تميل لتلك الألوان المبهجة ،وراح يقنعك بكلّ الطّرق فوجدك سهلة الإقناع بأن الزينة و الجمال عالمك !..

نعم هو كذلك لا أحد ينكر، هذا مذكور في اعظم كتاب " أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين"  ؛ لست في حاجة إلى من يقرّ بأنك تحبين الزّينة و التّزين ، هاهو ربّك يصفك بذلك في كتابه !!

لكنّك في حاجة ماسّة إلى أن تكوني أذكى قليلا من ذلك المخادع الذي يريد إخراجك من حصنك و سترك !

نعم تلك فطرة خلقها الله فيك ثم برحمته حماك بجملة قواعد فقال :

"يدنين عليهن من جلابيبهن"

"ولا تخضعن بالقول"

"ولا متخذات أخدان"

"وليستعفف"

"ولا يضربن بأرجلهنّ"

..

إنّك إن تركتِ كلّ تلك الأحكام التي هي في الحقيقة قوانين حماية- ودخلك بعض من الشّك- .. فاصبحت تميلين إلى ٱولئك الذين أوهموك بحرّية كاذبة ، و عصرنة واهية! ، فلا تسألي بعدها عن ضيقك وضياعك ، عن راحة نفسك و طمأنينة روحك !

بسيطة لا تحتاج تعقيدا "ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا" .

بكلّ ما يحمله الجمال من معنى .. أنت جميلة إن عرفت قدر نفسك ، وبكلّ ما تحمله الٱنوثة من معنى .. أنت أميرة النّساء إن عرفت قيمة وجودك !

وحجابك الحقيقيّ هو الذي لاتكونين معه في حاجة إلى ملابس إضافيّة تسترك لتتمكّني من الوقوف بين يدي خالقك لتؤدي الصّلاة!

أنت كما تنظرين لذاتك .. فاجعلي نظرتك عظيمة ، لستِ جسدا و لا ألوانا ولا جمالا سهل المنال ..

أنت امرأة كرّمت بأعظم دين و استخلفك الله في أرضه ، فلا تكوني من الذين استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير " أو ممّن آثر الدنيا وزينتها الزائلة عن الآخرة و نعيمها الأزليّ .

أنتِ أعظم من ذاك كلّه .. فلك كل التّوفيق للتّغيّر نحو الأفضل !

أسأل الله لي ولكِ الهداية و الرّشاد و الإنابة و الثّبات

#أنفال_شعلال

#فوضى_الحجاب



  • أنفال شعلال
    أنفال شعلال جزائرية الجنسية أدرس بمعهد للأساتذة و لي ميولات أدبية
   نشر في 03 يناير 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا