علي اعتاب القرية الصغيرة تبصر عينانا الاراضي الشاسعة...  اراض خضراء تتدلي حشائشها الصغيرة برقة كسمفونية موسيقية عذبة...  

اشجار مورقة تتدلي منها حبيبات الزرع تداعب اوراقها قطرات المطر المنسالة بغزارة و ليونة...  

و باسفل تلك الشجرة تتواري عيون الصبية الصغيرة جوان عن قطرات الندي...  

جسدها النحيل الذي ضمته الي قدميها في جلسة وارت به عيونها الصغيرة التي لم تري النور عن الانظار...  

  اعتادت اذناها الصغيرتان اصوات هطول المطر الذي لم يرتبط ابدآ لديها الا بالخوف..  

مثل كل الصبية كانت الصبية الصغيرة جوان تلهو مع رفيقاتها في الملجأ و ان حرمت عيناها من نور البصر و لكنه ماذا لديها نور قلبها البرئ...  

كان هطول الامطار اشبه بجرس انذار تصرخ المعلمة بقسوة ان يدخل الجميع الي الغرفة المظلمة في الحال...  

لم ترحم قلوبهم الصغيرة التي اوت ان تشعر بقطرات المطر و ان لم تراها...  

تصحبهم بكل قسوة الي تلك الغرفة المظلمة حيث يحل الظلام و العتمة التام...  ثم تصرخ فيهم تلك المجرمة ان يمكثوا في الظلام الذي وعوه منذ اتوا الي تلك الحياة....  

يبدوا ان قلوب بعض البشر المتحجرة هي من عميت عن الانسانية و ليست تلك القلوب البريئة التي و ان لم تري ظلمات الحياة فانها رأته بنور قلبها الصالح...  

آنت الان لحظة السعادة التي يستحقها قلبها الصغير...  لن تظل ابدآ اسيرة امام تلك المجرمة التي سلبت روحها الحياة و هي لاذلت علي قيدها...  

دوت الي اذناها اصوات المطر الذي اعلن عن صرخات المجرمة المتتالية للدخول و لكنها لم تسمعها هذه المرة...  

اطلقت لجسدها النحيل بكل ما اوتيت من قوة العنان...  

ساهمت خفتها في عدم لحاقهم بها وارت جسدها النحيل اسفل تلك الشجرة المورقة التي احتمت اياها من عيون البشر...  

في اللحظة التي تعالت دقات قلبها الصغير بانين الخوف برق الي قلبها الصغير احساس السعادة...  

اصوات المرأة المجرمة انقطعت تمامآ و سري بعدها الي قلبها الصغير نوعآ من الامان...  اصوات المطر الصغيرة تتسلل الي قلبها الصغير...  و قطراته الرقيقة تداعب وجنتيها الصغيرة برقة... السعادة اتت برفق الي قلبها البرئ لا اراديا تمسك ذلك الناي تعزف انشودة الحب...   لتتجلي تلك السيموفونية الموسيقية الرائعة آن لقلبها الصغير ان يعزف السعادة التي يستحقها...  

تمت