اتحدث معكم اليوم عن جانب مظلم من شخصية أبو الفوارس المفعم بكثير من الكوارث ..فرغم أن ضرس العقل لدي مخلوع من بدري مما أسهم في تغذيتي بالافكار المجنونة ..وقد تعلمت من المدرسة الكثير من القيم الرائعة كالفتنة والوشاية للهرب من عقاب الاستاذ وبرغم أن بداية الدراسة كانت خارج السودان في الجماهيرية العربية الليبية لكن لم تختلف عن بلادي في التأليم الابتدائي كثيرا ...فبرغم أني عندما كنت في الصف الثاني من أقصر الطلاب طولا لكن كنت أجازف للحصول علي المراتب الأولي ولكن بعد وصولنا الي السنة الخامسة تلخبظت الكيمان فدخلت في الرياضيات جداول الضرب التي ضربنا أخماس بأسداس لنحفظها ودخلت اللغة الانجليزية التي أدخلتني في منحني حرج واعراب اللغة العربية الذي ساقنا الي الجر والجرجرة والنصب ثم لا يفيء أن ننكسر ..وكان سيادة المدير الشهير ب(جانجو) رؤية وجهه تجعل منك صاحب أعلي معدل في نبضات القلب في العالم..أما ان سقطت في براثنه فما عليك الا تسأل الله الرحمة والمغفرة ..فهو صاحب مهارة عالية في مسك الاذن وثم رفعك عن الأرض بيد واحدة ونظرا لطوله الفارع قد تعاني من السقوط أرضا بعد الارتفاع الهائل الذي تم تحميله علي أذن واحدة..وهذا مما ساعدني في فهم قانون الجاذبية قبل دراسته ...وبعدها كم اشقنا لكي نصير صغارا من جديد بلا مدرسة ولا هم فاضي ..ننام لنلعب فنتعب فننام .
وعند حضوري الي السودان علمت أن كل ما عانيته في السابق كان مجرد هزار فقط ...فالاساتذة في السودان همهم الأساسي هو التأليم مجانا ..وتتعد الاسباب ..وبدعة دروس العصر المدفوعة جبرا وقسرا كانت خير دليل ..وكثيرا ما كنت أقول لنفسي ياحليل (جانجو ) الطيب ..فكل ما تعلمته في المدرسة الابتدائية في ليبيا طار مع أول تباشير الفصل المزدحم في بلدي الغالي وسرعان ما كثرت المطالب (رسوم كراسي – رسوم امتحانات – رسوم رقم الجلوس –رسوم بناء السور – رسوم ---) والغريبة انه ليست المدرسة بالشكل الذي يعادل هذه الرسوم ,ففي ليبيا كنت أتقاسم مقعدي مع طالب واحد فقط أما في السودان فحدث ولا حرج فالقيمة في المشاركة وهنا قيل : صفي النية الكنبة بتشيل مية ..وياما شالت الكنبة .
تعلمت أيضا أن المشاركة ليست في المقعد فحسب فعند حلك التمرين المنزلي دع أخاك يكتب ما كتبته فهنا تكمن قيمة المشاركة الأخوية و أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا ! وهكذا تلخبطت العقلية الفارسية واصبحت بعد التراكم المزدوج شخصية بدون توجه واضح وصاحب كاريزما مطخوخة من جهتين .وطبعا بعد دخولي الي المرحلة الثانوية صار الماضي ذكرياااات فأول شيئ طلب منا في المدرسة الثانوية هو احضار كرسي لتجلس عليه وهذا من باب (HELP YOUR SELF BY YOUR SELF) وكنت اظن أن هذا الشعار فقط من هذه الناحية ولكن اتضح انه حتي في الدراسة يجب أن تدرس وتفهم وتشرح لروحك بدون أن تستعين بالاستاذ لأنه مستحيل تفهم ما يقوله خصوصا مع دخول الفيزياء وكيمياء وأح أح ياء ..وسبب هذا نوع من الانتفاش العقلي الراسخ مما حدا بي الجلوس في هذه المرحلة خمس سنوات كاملة من فرط الذكاء المفعم لشخصي الضعيف و ان كان دخل الجامعة ناضجا فأنا دخلتها محروق تماما ..وأما الجامعة ودهاليزها فتلك قصة أخــــــري .
-
فارس عبداللهمترجم للمقالات والتقارير الصحفية /كاتب ساخر نوعا