نحن شعب يستحي
الحياء بمفهومه العربي
نشر في 01 يناير 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
من قال أننا شعب لا يستحي فقد أخطأ. نحن شعب يستحي من نسمات الهواء، نحن لا نبرع إلا في أن نستحي من كل شيء.
همنا فقط أن نستحي ولا نحيا، فالفساد في أوطاننا لا بأس فيه طالما أنه في الخباء، لكي لا يخدش الحياء العام، القالب الذي صنعناه لأنفسنا كي نعيش فيه، لكن لو ظهر الفساد علنا نستحي وتحمر وجوهنا وتتقلب أعيننا من ما نراه أمامنا ونقول غاضبين ألا يستحون؟!
نحن عبارة عن مجتمع يعاني من إنفصام في الشخصية، كمريض مصاب بمرض قاتل ولكنه يصدم حين يخبره الطبيب أنه لن يعيش طويلا.
نعيش في عالم المثاليات والمتناقضات لا نمل من سرد القصص والحكايات وبطولات الأسلاف وأمجاد الملوك. ولكننا حين إنتهائنا من سرد القصة أو الحكاية سرعان ما ننسا القيم المطلقة التي تشدقنا بها ونعود إلى حالنا الأول، ونفعل ما نبرع فيه فنستحي.
لا نستحي من قتل الأبرياء وتيتيم الأطفال وترميل النساء ولكن يحززنا ونستحي من لباس ضيق أو فستان غير فضفاض.
نستحي من أي شيء خارج عن المألوف. نقلب قنوات التلفاز بين المجازر والمهالك التي تعيشها الإنسانية ولا يتحرك لنا طرف، ولكن ويل للممثل أو الممثلة حين يظهر في مشهد خادش للحياء، إذ ننزل عليه وابل من الشتائم واللعنات وويل لذلك المتحذلق الذي يدعي نصحنا وهو من وراءنا أكيد يتآمر ضدنا.
سوف نطاردهم جميعا الممثلون المغنيون المتحذلقون كل من يدعو لشق الصف وكل من يخرج عن قواعدنا الإجتماعية، وما السبب؟ ببساطة لأننا نستحي.
-
أحمد رشيدطالب هندسة مهتم بالشأن العام والعلوم عموما.