لا تخلو حياة الإنسان من سقطات و زلاّت و مظالم يرتكبها في حقّ حتّى من يُحبّ أحيانا..
ربّما كانت عن قصد و ربّما لم تكن..
لا فرق في ذلك ما دامت المحصّلة واحدة في كلتي الحالتين..الحقد و الغلّ و الضغينة..
سهام اللّوم و العتاب..تقسم ظهر من أخطأ..نظرات غاضبة تشقّ قلبه نصفين..شبح الفضيحة يلاحقه..
يتمنّى لو يرجع به الزّمن فتمحو حسناته..سيّئاته
يتمنّى لو لم يحتسِ من كأس المرارة هذا..
يُبرح نفسه ضربا..يفترش لحاف الذلّ و المهانة و يلفّ نفسه بملاءة النّدم القاتل..
بصيص من شعاع الأمل يخترق فؤاده..أيُمكن أن يُعفى عنّي..
"و إن تعفوا و تصفحوا و تغفروا فإنّ الله غفور رحيم"صدق الله العظيم
"ما زاد الله عبدا بعفو إلاّ عِزّا" صدق رسول الله
من الصّعب أن يُسامح المرء من آذاه و أساء إليه،و لكن ما يستعين به هو أن يتذكّر تفريطه في جنب الله
و حبّه لعفو الله عنه، و إلقاء حجب السّتر عليه..
قال الأحنف بن قيس رحمه الله"إيّاكم و رأي الأوغاد ، قالوا و ما رأي الأوغاد؟ ، قال الذين يرون الصفح و العفو عارا"
كيف يكون عارا و أنت بصفحك عمّن أساء إليك..تكن قد إستعبدته.. صديقا كان أم أخ أم زوج..
كيف يكون عارا و أنت بعفوك عنه قد منحته فرصة أخرى
ليُجدّد عهد المحبّة معك..
ليُصحّح أخطاءه..
ليستريح من عذابات الضّمير.و جلذ الذّات
منحته الفرصة ليستجمع قواه..و ينزع عنه ثوب الخزي و يرفع رأسه من جديد..
لترى بريق التّوبة يشعّ من عينيه و ابتسامة الشكر تقطر عسلا..
فرصةٌ أخرى لمن يستحقّ..هذا يعني حياة أفضل لك..و حبّ أعمق..و نظرة جديدة للحياة..
يكون التّواضع و الإستكانة ..راية يرفعها من أخطأ في حقّك..
حياة جديدة..بعيون تفيض شكرا و امتنانا..
كُنْ طبيبا حاذقا يُعالج أخطاءه بعقاقير العفو..و حُمّى ندمه ببرودة الصّفح..
أترى القذى في عين أخيك و لا ترى الجذع في عين نفسك؟
الله بجلاله و عظمته و كماله يصفح و يعفو و يغفر..
فهلاّ اقتبسنا شيئا من صفاته؟
رُبّ خطإ أورث صاحبه ذُلاّ و انكسارا و توبة و رُقيّا و نورا يمشي به بين النّاس
فكيف تتعالى أن تُجدّد العهد معه؟ فلرُبّما أصابك من نوره الذي أشرق به قلبه..
أم تراك أنت الذي لست أهلا ليجدّد العهد معك ؟؟
التعليقات
فانا اعيش حاليا لحظات وايام قاسية سببها هذاالمشكل يا اختي العزيزة تمنياتي لو الطرف الاخر كان بامكانه قراءة كتاباتك
فادعي معي سيدتي
رائع رائع كل كلمة من هذا المقال بلسم لجروح قلوب دامية