يقولون : "انتهت الحرب اذاً!" - حرب البسطاء المغلوبين وحرب الجيوش الرسمية المغلولة. وها نحن بعد انتهائها على اعتاب مفترق طُرق جديد في الثورة السورية : اما ان نتجهَ يميناً الى احضان النظام البعثي " الممانع", وإما يساراً الى الأذرع الإرهابية المتآمرة على الوطن .
كلا !! طريقنا ليست مفترقاً باتجاهين، طريقنا مستقيم، واضح وصريح .. بدأ بحنجرة ابراهيم قاشوش وهي تنشد: " سوريا بدها حرية " وما زال يصدحُ فينا ما حيينا .
لم تنتهي الحرب اذاً !!
ان كل ثورةٍ ما لم تحقق مبتغاها، لا تتحول الى مؤامرة ، وإنما تبقى ثورةً حتى تحقق ما بدأت لاجله .
لم تنتهي الحرب اذاً ، لان من طلب الحرية، اما استشهدَ او هُجِّر ، دُفِنَ تحتَ الرُّكامِ او قُصفَ بكيماوي ، نُهب بيتهُ او استبيحَ مُلكهُ ، هُتك عرضهُ او فُضَت بَكارتُهُ .. وما لم ينل كلُّ ذي حقٍ حقه ، لن تنتهي الحرب !
الفن كاداة
"لا تُرسم اللوحات الفنية بغرض تزين الشقق السكنية" بابلو بيكاسو
ان نعي ان المواهب الفنية وظيفتها الاساسية ان تكون مرآة للواقع ولعرض الحقائق ، لذا على كل الفنانين ان يجسدوا الحقيقة ، وعلى المتلقي لهذا الفن ان يتجاوب مع الرسالة التي قدمت من ألفن المنذر والمشير للواقع , والحذر من تحويله الى اداة من أدوات القمع والسيطرة الدكتاتورية والى شريك في افتعال الأزمات .
بالتالي، على كل صاحب موهبة فنية او ادبية ان يصقل ويطور موهبته بحيث تتحول الى اداة أساسية في التعبير عن قضاياه ، خصوصاً نحن ، أبناء الجغرافيا الشرق اوسطية المتخمة بالقضايا الاجتماعية ، الانسانية ، والسياسية .
وجودنا في هذه المنطقة يفرض علينا تناول القضايا الانية بغية معالجتها أمام المجتمع وتدويلها في آن !
الإلهام من الحرب - الفنون كمرجع تاريخي
يقع على عاتق الفنون بأنواعها تدوين وتوثيق الأزمات والاحداث ، لانها ستتحول مستقبلاً الى مرجع تاريخي أساسي ، خصوصاً تلك الاعمال التي تُصنع خلال الحرب , هذا التوثيق يتكون عن طريق ردة فعل وجدانية ، تستفز الهام الفنان وتجعله يستقرئ من الواقع المعتم ابداعاً .
photograph-ready made " الممانعة " هو معرض
يستعرض العمل مشاهد تلخيصية للازمة السورية .. بغية تاكيدها والتذكير بها .
في الفترة الاخيرة نسمع ان الأوضاع في سوريا في المسار الصحيح ، وان عودة الأمور الى سابق عهدها ، ما هي الا مسالة وقت !
ولكن كان واجب علي اتخاذ موقف انساني داعم لقضية المدنين العزل الذين في النهاية هم ضحايا صراع الأسد على السلطة !
تناولت احداث حصلت في الجغرافيا السورية على مدار ال ٧ سنوات ، أعدت تشكيلها من جديد للمشاهد لتذكيره ان الاجرام الذي حصل اكبر من ان ينتسى , وان قضية الشعب السوري لم تنتهي وان حقه لن يضيع .