تصالحوا مع ذواتكم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تصالحوا مع ذواتكم

  نشر في 20 يونيو 2019 .

أصبح كثير من الناس يعاني من ضغوط الحياة بشكل مستمر. وفُرضت عليهم أنماط معيشية قد لا تتناسب وظروفهم أو امكانياتهم المادية والمعنوية، ومع ذلك لا يستطيعون تجاهلها. مما يجعلهم يخوضون صراع مع أنفُسهم، ويقومون بتوجيه اللوم إليها بقسوة عند ارتكاب الأخطاء. ونتيجة لذلك تفسد حياتهم ولا يعد بمقدورهم الاستمتاع حتى بأبسط الأشياء. وفي نهاية المطاف قد يصل بهم الحال إلى الوقوع في فخ رفضهم لذواتهم.

ومن أجل تجنب الوقوع في ذلك الفخ، عليهم بدرجة أساسية التصالح مع ذواتهم. ولن يكون ذلك إلا بقبولها كما هي، وتجنب استصغار انجازاتها، والتوقف عن مقارنتها بالآخرين من منظور سلبي، والتعامل مع أخطاء الماضي بموضوعية، والابتعاد قدر المستطاع عن الذبذبات السلبية.

يؤكد بعض الأطباء والاستشاريين النفسانيين ومدربي تطوير الذات، بأن التخلي عن المثالية تجعل الحياة أكثر سهولة وراحة. وأيضا قبولها بعيوبها في ضعفها ومع زلاتها، وعدم الحكم عليها أو تصنيفها، وخاصة في لحظات انكسارها، وكذلك تكريّمها وتقديّرها دون انتظار ذلك من أحد.

يقول الدكتور اسحاق لطوف الاختصاصي في جراحة الأعصاب يجب التصالح مع الذات بأي وسيلة ممكنة. لكن التأمل قد يكون الوسيلة الفضلى، علماً أن لا حاجة أبداً الى تعلم هذه التقنية لأنها تولد معنا أساساً. يكفي أن يؤمن المرء بتصالحه مع نفسه حتى يصبح خالياً من الهموم، بعيداً عن الضغوط، ومتحرراً من أوهام الأعراف. ويضيف الدكتور لطوف أن التأمل يهدف إلى "تنظيف الروح من السموم"، إذا جاز التعبير، وتحلي المرء بالصدق مع نفسه.

إذا فإن عقد جلسة استرخاء صادقة مع ذواتهم، والذهاب في رحلة استكشاف داخل أنفُسهم، كفيلة بالعودة بهم وهم أكثر تصالحاً وتسامحا معها. وتؤكّد لويز هاي أنّ التسامح هو الحل الأمثل لكل المشاكل التي تواجهنا سواء كان ذلك مع أنفسنا أو مع الآخرين.

وأخيرا ليس التصالح مع النفس، يعني تركها دون ارتقاء وعدم الرفع من شأنها. أو العيش في إطار أنانية مفرطة. على العكس من ذلك، أن التصالح مع النفس يعني حبها وتقديرها، والموازنة بين حب الذات والآخرين. فالإنسان المحب لذاته محب للآخرين، قادرا على أن يكون فردا معطاء، ولكن بطريقة صحية، يعرف كيف يعطي ولماذا يعطي، موازنا بين رغباته الشخصية ورغبات الآخرين. ولو تأملنا لعلمنا أن محبة الذات أمر فطري إذا ما كان وفق حدوده الطبيعية. 


  • 8

   نشر في 20 يونيو 2019 .

التعليقات

Dallash منذ 5 سنة
ما شاء الله..ابداع فعلا..دام المداد
1
هناء الحارثي
جزيل الشكر
التصالح مع الذات، مفاده انه لا قلق ولا ألم نفسي.
الحياة يجب ان نتعامل معها بمرونة عاليه لاتفادى الصدمات.

.

فالإنسان المحب لذاته محب للآخرين، قادرا على أن يكون فردا معطاء، ولكن بطريقة صحية، يعرف كيف يعطي ولماذا يعطي، موازنا بين رغباته الشخصية ورغبات الآخرين. ولو تأملنا لعلمنا أن محبة الذات أمر فطري إذا ما كان وفق حدوده الطبيعية.
.

كلمات بماء الذهب.
0
هناء الحارثي
شكرا لمرورك
Meriem Jaffeli منذ 5 سنة
احسنت
1
هناء الحارثي
شكرا مريم
Dallash منذ 5 سنة
معرفة انفسنا..التصالح مع ذاتنا هما من يؤديان الى السلام الداخلي فينا...اوجزت اختي فاوفيت وابدعت..دام مدادك
1
هناء الحارثي
ونحن في أشد الحاجة إلى السلام الداخلي
تحياتي لك أخي
Dallash
بورك مدادك اختي
لمى منذ 5 سنة
"فالإنسان المحب لذاته محب للآخرين"
صدقتِ، كثير ممن يدعو إلى حب الذات بل وتمجيدها يهملون حق (الآخرين)، وهذا أمر بيّن خطؤه.
بوركتِ عزيزتي.
1
هناء الحارثي
شكرا لمرورك عزيزتي
Salwa منذ 5 سنة
مقال اكثر من رائع
1
هناء الحارثي
شكرا لك عزيزتي
رقم الحديث: 495
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَقَدِمَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ ، فَسَمِعَتِ الأنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ ، فَوَافَوْا صَلاةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ ، فَتَعَرَّضُ لَهُ ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : " أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ ؟ " قَالُوا : أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ ، فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ " .
0
هناء الحارثي
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
محمود بشارة
عليه افضل الصلاة والسلام .
مقال رائع ّّّّ....مرحبا بك استاذة هناء ودمتي مميزة
1
هناء الحارثي
تحياتي لك أستاذ مجدي ولتقديرك

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا