يحدث أن تستيقظ ذات صباح لتكتشف:
أنهم علموك كل الأشياء بطريقة خاطئة ... فلا التلفاز صندوق عجيب ... و لا الوطن هو الأرض التي ولدت فيها ... و لا الحياة عادلة ... و لا الجاذبية تسقط كل شيء أرضا، يحدث أنها ترفعك إلى السماء أيضا ...
أنك تلعب دورا لا يليق بك في مسرحية ساذجة بدون جمهور و خطوط القصة باهتة لا تؤدي إلى شيء ...
أنك لم تعد تستطيع أن تتعايش مع نسخة الحياة التي قبلت بها و ربما سعيت جاهدا إليها ...
و أن هاجسك بات الرحيل ...
البراكين في داخلي لا تهدأ و العالم الذي اخترته ذات ضياع بات قصاصي ... سلسة لا متناهية من القرارات الخاطئة التي تفضي إلى العدم ... تؤدي إلى حيث لا أريد أن أكون بالضبط ...
إلى متى يمكنك أن ترضى بعمل لا تحب ... تدافع عن قضية لا تؤمن بها ... ترتدي ما لا يليق بك ... تتناول طعاما لا يرضي ذوقك ... تقبل بحب أقل مما تستحق ... تسمع موسيقى لا تشبهك ... تصادق أشخاص مزيفيين ... تعيش حياة لا تخصك في وطن لا تنتمي إليه ... إلى متى يمكن لشخص ما أن يفعل هذا ...
إلى متى يمكنك أن تحن إلى شيء لم تمتلكه ... مكان لم تزره ... شخص لم تلتق به ... حب لم تحصل عليه ... حلم لم تحققه ... قصة لم تكتب بعد ... إلى متى يمكنك أن تبقى مسكنونا بالحنين و الوجع ...
إلى متى يمكنك أن تقايض ما تريده بما تملكه و أنت تعي أنك لا تملك إلا حياة واحدة و قد لا تملك فيها ما يكفي من الوقت ... و أن أجراس الموت تدق في مكان ما ...
أريد حقا أن أصرخ في وجه العالم هذا يكفي ... و أرحل ...
-
شــــــــروقأحب الكتابة بالإضافة للكثير من الأشياء، أحبها فقط و لا أحترفها ... أكتب لأكون أنا ... أحلم بوطن و الوطن غائب غير موجود ... ...