للنعم التي تغدقنا أقر السلام
مذكرات تخصني ولعل فيها مايخصك كذلك
نشر في 26 ديسمبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
للصباحات الباردة برودة قلب أحدهم، للذين استيقظوا باكرا بحثا عن لقمة عيش حلال،للذين لفحهم ريح بارد ولم يبالوا فهم يعلمون أن الرزق يتطلب تضحيات كمغادرة فراش دافئ لولوج عالم الجماد.
لأشعة الشمس التي تسللت باكرا تضامنا مع من تجبر عليهم البرد القارص وافتك بأجسادهم المقدمة قربانا في سبيل بضع دنانير تسد رمق اثنتا عشر فاها فما فوق.
للتي قضت ليلتها تبكي الهجر بكاء صغير منع حق رضاعة والدته التي حاربت كي يبقى مصدر أنوثتها وغذاء صغيرها شامخا فيما لم يترك لها المرض شيئا فقد أتى على الأخضر واليابس وتركها أرضا بورا.
للأيادي التي بقيت حبيسة جيوبها ولم تمسكها الأيادي، لفنجان القهوة الذي شرب على عجل،للقلوب الخاوية على عروشها، للذين لم يدنسهم الفراق.
للأعين التي اجهضت الحلم فأنهكها الألم وكان عزائها الوحيد أن تذرف دمعا ، لروح جدي الطاهرة، لرائحة الجدات وللحناء التي زينت كف جدتي يوم مماتها،للصديقة التي يهمها أمري.
لتضحيات والدتي في سبيل أن نحيا حياة كالحياة ، لحروف والدي، ولحنان أخي، للمواقف التي وضحت الأمور المبهمة، للكسور التي فتحت أعيننا على ما لا يمكن التنبؤ به ، للسفر والطرقات، لمواطئ الأقدام الأولى .للنجاحات التي لم نتوقعها للعثرات التي لم نحسب لها حساب. لصديقي الصدوق، ولشجرة الليمون التي لم تذقني ثمارها بعد.
للأسرار الدفينة التي شاركنا اياها أحدهم ،لرائحة القرفة حينما تمتزج بماء الورد، للون اللوز في عيناه، للمجهول الذي يدعو سرا كي يجمعني الله به في الحلال، لملمس الكتب، لرسائل تلاميذي المكتوبة بكل حب وعفوية ،ولضحكة الاطفال، للقلوب الصافية أقر السلام.
-
سارةقلب مشع روح شفافة