ما لا نبوح به - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ما لا نبوح به

تظل عالقة بين القلب و العقل معا و لكن لا يمكن التعبير عنها بالكلمات هى فقط " مشاعر بلا عنوان "

  نشر في 26 ديسمبر 2018 .

لا تعلم ما تشعر به الآن و لكنها نوبة ثقل شديدة تحيطها من كل تجاه كما كانت تروى لى .


أصبحت تشعر بثقل جسدى عندما تخطو خطواتها نحو تحقيق ما تريد أو كما قالت تحديدا ثقل في تحقيق ما يجب عليها فعله !


هكذا وصفت لى ما تشعر به

لتستكمل قولها بأنها : تشعر بثقل في خطواتها للذهاب للأماكن الهامة و هذا يجعل الأمر اسوأ فيما يخص الأشياء الأساسية بحياتها مثل الدراسة و ما شابه ذلك .


تشعر بثقل لا منتهى برأسها هى لم تعلم سببه أهو من كثرة التفكير أم أنه بسبب حالة التشتت العارمة التى أصابتها مؤخرا ؟!


حتى الطعام الذى يمكن أن يكون الشيء الذى يفرغ فيه أى شخص طاقته ليمده بالبهجة و السرور لم يعد شيئا محبب بالنسبة لى الغريب أن كل أنواع الطعام أصبحت في نظرى مثل بعضها لم أعد أتذوق أو بمعنى أدق لم أعد أتمتع بالتذوق !


و أكملت قائلة :

لم أعد أتحدث مع أحد ، و هذا من غير طبعى فأنا أحب إدارة المناقشات و الحوارات مع كافة الناس و لكنى حينما أصبحت أفعل ذلك أشعر بثقل في الكلمات التى تخرج منى فألتزم الصمت لأننى لم أجد القوة التى تجعلنى أعبر عن ما أريد التعبير عنه ولا القدرة على سماع أحد .


بعد لحظة صمت لبضع ثوانى نهدت قائلة :

حتى الكتابة التى كانت بمثابة منفذ هرب لي للتحدث إليها دون اللجوء للعالم البشري الخارجى ، أصبحت عبئا ثقيلا علي أيضا !!

فأنا لم أجد ما أعبر به عن نفسي فكيف عن ما أعبر به في صيغة محتوى للعام ؟!


أنا أعي جيدا ما يجب على فعله تجاه نفسي و المحيطين بي و لكنى عاجزة لم أكن عاجزة كحبيسة من قبل شخص ما و لكنى أصبحت حبيسة نفسي ، أنا لم أعد بمقدورى فعل أى شيء كارهة لفعل أى شيء حتى أننى كارهة لخمولى و كسلى المحيطين بي الآن ، لا أعلم الطريقة التى يجب إتخاذها للخروج من هذا السجن الفكرى المحاط بي لا أعلم حقا كيف !


كل ما أعلمه جيدا هو أننى أريد الراحة من كثرة الأعباء و الزحام الذي يغمرنى حتى أننى أوشكت على مرحلة التوهان بسببه .

صمتت لبضع ثوان ثم إبتسمت بسخرية قائلة :

أو أنا في تلك المرحلة الآن بالفعل !

ثم أكملت بنظرة تحليلية لما تشعر به فقالت :

يمكن أن ألخص كل ما أشعر به الآن بمرحلة " فقدان اللذة " .


ثم أختتمت قولها : لا أعلم متى و أين و كيف ستنتهى تلك النوبة التى تحيطنى و لكنها حتما ستنتهى بالطبع أليس كذلك ؟!


بعد فترة صمت طويلة وأنا أسمع فيها ما تقوله و عباراتها تتخلل عقلى و قلبي معا و كأنها بمثابة جرس إنذار لم يكن لها و إنما لى و للجميع أيضا !


" بالطبع ستمر تلك المرحلة يوما "

قطعت كل ما أفكر به بتلك الجملة التى لم أجد أقوى من التعبير بها عن ما تريد سماعه في تلك اللحظة للتخفيف من وطأة ما تشعر به الآن .


و بعد إنتهاء المقابلة بيننا ظل حديثها عالق بذهنى لليوم التالى مع تساؤلات عدة و كأنها لمست ما عجزت عن التعبير عنه ، و لكنى و بعد تفكيرا عميق أدركت جيدا أن بعض الأشياء ( و ما أكثرها ! ) التى نشعر بها من صميم أعماقنا هى التى نعجز حقا عن الإفصاح عنها و الغريب هو أن لكل منا سبب مختلف عن غيره في عدم الإفصاح عنها !


• أحيانا يكون هروب من مواجهة ما نشعر به لعدم التطرق إليه و الغوص في تفاصيله التى نعلم جيدا أننا لم نلقي لها عنوانا و لا تصنيفا مناسبا و بالتالى سيكون الحل هو الغرق بداخلها أكثر !

• و أحيانا أخرى يكون بسبب عدم تصديق الحالة التى نكون بها ، لا تتعجب فنحن أحيانا لم نصدق الحالة التى تحيطنا من تقلبات مزاجية و حالة الإنعزال و حب التفرد بالنفس و الزهد للأشياء المحببة إلينا ..إلخ .

• و أحيانا أخرى أيضا تكون بسبب تأجيلنا لكل المشاعر التى تعركل صفو طريقنا لإستكمال ما نريد .


لكل منا أسبابه الخاصة في المشاعر التى نعجز عن تصنيفها ولكن تذكر أن الهروب هو ثمة الضعف و قلة الحيلة ، و عدم تصديقك للحالة التى أنت عليها هى التى ستجعلك و كأنك بسجن أنت من وضعت نفسك به و هو سجن التذبذب و عدم الطمأنينة و التشتت الدائم فيجب أن تعاش الحياة بأريحية و أن نتقبل طبيعة إنسانيتنا التى ستزال دائما خليط بين الحزن و الفرح معا ، و ليس التقبل فحسب فلابد أن نعرف أن الحزن مشاعره هامة أيضا مثل الفرح و يجب أن نلمس كلاهما معا بالحياة ،


أما إذا كان السبب هو تأجيلنا لمشاعر الحزن الخاصة بنا فهذا اسوأ بكثير فالسبب الأول كما ذكرت هو نتيجة للضعف و الثانى نتيجة للتشتت و أحيانا عدم الثقة بالنفس أما هذا فالسبب الأساسي به يكون أصعب لأن الأول يهرب لعدم معرفته بالحل الأمثل و الثانى لم يواجه لعدم تصديقه للأمر من الأساس ،


أما هذا فإنه على قدر من الوعى لما يدور حوله و يعلم جيدا ما يجب عليه فعله و لكنه يستنكر حدوث ذلك و هنا يجب القول بأن الحل الأمثل هو الإعتراف بالمشاعر ، أنا أسمى مرحلة الإعتراف بالحزن و الضعف بالمرحلة الإنتقالية بالحياة لأنك دائما حينما تريد أن تقذف السهم للأمام فلابد أن تخطو بضع خطوات للوراء ، إذا قمت بإستنكار مشاعر الحزن بداخلك يمكن أن تحقق شوطا كبيرا في طريقك لهدفك و لكنك في النهاية ستعجز عن إكتماله و إذا كنت قادر بشكل كافي على إكتماله فسوف تفقد شغف فرحة النجاح بالوصول إليه بسبب كثرة تراكم الحزن بداخلك .


المشاعر التى نعيشها بلا عنوان بالحياة هى مجرد فترات إنتقالية لما سيحدث فيما بعد فلا تتطرق لها كثيرا و لكن لا تتجاهلها أيضا فقط أعط الأمور حجمها الطبيعي .


إن الشعور بالعجز النفسي هو من أصعب المشاعر التى تقيدنا نحو فعل ما نريده دائما ، فلا نحن قادرين على كتم ما يدور بخيالاتنا و أفكارنا من زحام كبير يكاد يفجر رؤوسنا من شدة الألم ( الألم النفسي ) و لا نحن قادرين على التحدث مع من حولنا بما نشعر به ، فنستسلم لدفن كل ما بداخلنا إلى أعماق قلوبنا و نظهر كما لم يحدث شيئا بداخلنا لتبقي تلك الأشياء دائما هى " ما لا نبوح به " .


  • 1

  • jihad elkady
    ضع قليلا من العاطفة على عقلك حتى يلين و قليلا من العقل على قلبك كى يستقيم
   نشر في 26 ديسمبر 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا