إمرأة في سن التقاعد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إمرأة في سن التقاعد

  نشر في 11 يونيو 2020 .


منذ فترة أخبرتني أختي عن صديقة لها علي الفيس بوك أتمت الستين عاماً و كتبت أنها لا تعرف كيف انقضي العمر؟! و كأنها أفاقت فجأة عند بلوغها سن التقاعد و أنها عندما نظرت إلي عمرها الذي مضي لم تجد أنها فعلت أو حققت أي شئ و أنها ندامة أشد الندم و إنها لم تكف عن البكاء طوال هذا اليوم.

كنت أود أن أكلم هذه السيدة و أربت علي كتفها و أقول لها عذرا يا سيدتي لقد أنجزت أشياءاً كثيرة و كثيرة... لكننا تربينا في مجتمع لا يعطي قيمة لإنجازاتنا الصغيرة و دائما نحن في سباق نلهث وراء المزيد فما إن نحقق شئ حتي يلوح في الأفق شئ جديد لا نعلم أننا لن نحصل علي كل شئ..و دائما نضع أنفسنا في مقارنة مع الآخرين و لو تركنا هذه المقارنة لارتحنا و أرحنا.

لقد وضعنا المجتمع في أطارات و قوالب لابد أن تتحقق حتي أن لم نختارها نحن .. فمن يكون خارج هذا الإطار قد يبدو منبوزاً أو مستهجناً.

حتي أنهم يضعوك في وضع تستصغر فيه عملك.. و لا يعجبهم أن تكون راضي بحالك.. لابد أن ترضيهم و تسير وفق الكتالوج الذي وُضِع للجميع.

حدثتني صديقتي الطبيبة أنها قابلت زميلة لنا لم تقابلها من فترة و لكن هذه الزميلة داهمتها بالاستجوابات و قالت لها كيف إلي الآن لم تفتحي عيادتك الخاصة؟!.. لماذا دخلتي الطب إذن؟!

لا أعرف ما شأن هذه الزميلة أيلزم أن نضع لافتة علي صدورنا نضعها أمام غيرنا نخبرهم عما انجزنا و عما لم ننجز مع شرح وافٍ للأسباب .

قد تكون صديقتي الطبيبة اختارت في هذا الوقت أن تكون أماً و اختارت أن تعيش كل معاني الأمومة مع أولادها.. أو تكون رأت أنه ليس كل ما ندرس يجب أن يكون ما نكمل فيه باقي حياتنا و قد يكون لها حلم آخر. صديقتي راضية بما عليه الآن و أنها تشهد كل تفصيلة من حياة أولادها الصغار و رأت أن إنجازها هم أولادها و لا يهم نجاحها العملي الآن.. و ربما يبزغ نجمها في يوم ما.

دائما يجب علينا نقدر أنجازاتنا حتي لو لم يراها الأخرين.. فكل تسبيحه إنجاز و كل تخفيف عن ألم إنجاز و كل ابتسامة إنجاز و أن تكف أذي و أن تقلع عن عادة سيئة إنجاز .. أن تقف علي قدميك بعد كل نائبة إنجاز .. و أن تصل إلي مرحلة من السلام الداخلي إنجاز.

لابد أن نأخذ هدنة مع أنفسنا و أن نمتن لكل أشياءنا الصغيرة الجميلة -الكبيرة لو أدركناها - و أن كل تلك الأشياء هي التي صنعتنا حتي أن لم تكن تشبه أشياء الأخرين..و ندرك أن في أي لحظة مادام هناك قلب ينبض و عقل يفكر فأننا قادرون علي العطاء و لن يتوقف العطاء علي عمر أو علي سن.


  • 5

   نشر في 11 يونيو 2020 .

التعليقات

هل تعلمين يا هبة أن ما تشعر ب هذه السيدة، هناك من يشعر به في سن الثلاثين، و آخرون في سن الاربعين، و آخرون في سن الخمسين، و هناك من بلغ السبعين و لم يشعر به. السؤال لم؟
أرى -و الله أعلم- أن الأرقام تخيف بعض الناس، و هم لا يدركون أن الحياة بالانجازات لا بالارقام، و لا يدركون بأن كل مرحلة عمرية هي مرحلة جميلة يجب أن نعيشها بامتلاء.
عند الثلاثين نقول أين قضيت 30 سنة من عمري؟ و عند الاربعين نقول هاهو العمر يذهب في اتجاه منحدر، و عند الستين نقول ضاع العمر مني.
و إن لاحظنا فقد يجد الانسان أنه قد عاش عمرا طويلا، و هو يحس بأن العمر قد انتهى.
هذه السيدة اليوم عند الستين و لان التقاعد قد اقترب، لابد أن تدرك أنها أخيرا ستتحرر من مسؤولية العمل الضرورية، لتعطي بسخاء و حسب استطاعتها بطريقتها الخاصة.
مشكلتنا نحن العرب أننا نقتل الانسان حتى قبل أن يولد. فتجد في الغرب أناسا في الستين و السبعين و الثمانين يشتغلون في العمل التطوعي و يقومون بأنشطة مختلفة و يتأملون في الحياة.
موضوع شيق و طرحك جميل. تحياتي
2
هبه السروي
فعلا د.زينب لابد أن ننظر إلي العمر أنه مجرد رقم و أننا نستطيع أن نعطي و أن نبدأ من جديد في أي وقت و لا نلتفت إلي ما مضي نحن من نستطيع أن نُسطر صفحاتنا بحيث يكتب فيه فصل جديد من أروع فصول حياتنا.
شاعر النيل
المراحل مهمه جدا فى فهم الامور
واستيعاب المواقف يحدد الاهداف
ولكن.........
هناك مراحل تجدنا فيها على غير استقامه بل يسير المرء حسب موقف اجبره على الانحراف
هبه السروي
قد لا يكون انحراف عن الطريق ولكنه طريق كان علينا أن نَسلُكه حتي نتعلم و تزيد خبراتنا فالمرء ابن تجاربِهِ..و لكلٍ ميعاد يبزغ فيه نجمه.
زينب بروحو (Zaineb Brh)
أحببت طريقة تفكيرك يا هبة، فعلا، لابد علينا أن نؤمن بأنه يمكننا البدء في كل لحظة، لأنه حتى لو بقيت ساعة من العمر، أن نغتنمها في توبة و عمل خير أفضل من الجلوس تحسرا على ما فات.
ثم حتى المرحلة التي قال عنها الاستاذ جمال "انحراف" ، يجب أن يتعامل معها المرء بذكاء و يجعلها تجربة جعلته يتعلم من أخطائه.
أحسنت عزيزتي
شاعر النيل
إنني أكتب كي أشفى من ثقل الكلمات
أكتب لأن الكلمات تأتي إلي و أرفضها
أعزلها في دائرة صغيرة وأصم آذاني عنها
أكتب لأن الكتابة لم تعد تستهويني كما السابق
أكتب لأنني أواسي نفسي بما أكتبه
من مقال فأجيب حينها: أريد أن أكتب
نهيله فراج
****************************
تشرحنى هذه الكلمات فى الصميم من حالي
لطالما حلمت أن اجيب على السؤال ؟؟؟؟؟؟
لمن اكتب ؟؟؟
لما أكتب ؟؟؟
هل تستحق كلماتي أن تخرج ؟؟
لله درك ما أسعد قلمك بك
أحييكي
زينب بروحو (Zaineb Brh)
فعلا، لكل منا كبوته، و هفوته. أذكر أنكم تحدثتم في أحد مقالاتكم عن "الرغبة في سحق الذاكرة، و اقتلاع ذكرى مؤلمة". و كأنه كان على المرء أن يجرب حتى يفهم ذلك الشعور، و يخلف عنده خوفا من السقوط في كل مرة.
أطال الله عمركم فيما يحبه و يرضاه أخي الفاضل

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا