ظلام دامس آن بارجاء الموضع اصوات صراخ عال يدوي في الطرقات.. لاحت من النافذة الخلفية تلك الصبية التي تتواري خلف الستارة المسدلة اعلي النافذة.. آلت عادات  القرية السكينة اياهآ ان تآوي النساء ليلآ في المساكن..و البرودة الشديدة تعج  بارجاء المنطقة كان الصراخ مخيفآ الا ان الصبية باتت تسمعه كل ليلة في نفس اللحظة...ولجت الي السرداب الخاص بمسكنها لان الصوت يبات قريبآ كلما اتجهت الي السرداب.. بات قبو السرداب مظلمآ انارت ذلك القنديل الصغير ليضئ القبو.. 

طرقات خفيفة يدوي صوتها علي الباب الخلفي للقبو تقترب من الباب بخوف تتسائل من وراء الباب عن الطارق.. 

من الطارق؟.. 

النجدة اغيثوني.. 

ينفطر قلبها خوفآ تفتح الباب مسرعة..امرأة عجوز ماثلة امام القبو و يداها ترتجفان من الخوف و الهلع.. 

هلمي يا سيدتي بالولوج ما بك؟  

اشكرك يا بنيتي.. 

ولجت المرأة العجوز الي الداخل بدت خائفة ووجها اصفر من الخوف و التعب.. آوت اليها بضع الطعام و الشراب حتي سكنت اياها.. 

لماذا كنتي خائفة لهذه الدرجة يا سيدتي؟..  

اسمعتي ذلك الصوت المرعب؟..  

اجل بت اسمعه كل ليلة.. 

حسنآ احترسي اذن لا تدري ما ينتظرك..  

عم تتحدثين يا امرأة؟..  

هم رفقائي و انا ادريهم جيدآ.. 

من هم؟؟؟؟ 

انصتي ايايي لما اخبرك جيدآ.. منذ زمن سكنت المنزل المجاور لكي صبية صغيرة برفقة والديها.. الا انها فقيدة منذ زمن و لا ندر عنها شيئآ.. 

اسفة لأجلها.. و لكن ما علاقة ذلك بالصوت المرعب؟..  

انتي من يجيب و لست انا.. 

كيف انا لا ادري شيئآ.. 

المنزل المجاور.. 

توارت المرأة تمامآ عن الظهور وسط ذهول الصبية اين اختفت المرأة العجوز؟..  آلت الصبية الا فرار من المنزل المجاور.. بين الفضول و الرعب آوت الي ذلك المنزل.. هالة من الظلام تحيط بالمسكن خفافيش سوداء تحلق بجناحيها فوق اعتاب المنزل.. و كأن نبض قلبها قد آل للخفوت من الهلع.. باب خلفي يفضي الي قبو المنزل ولجت من اياه الي داخل المنزل.. بات القبو مخيفآ و مظلمآ.. آلت اليها المرأة العجوز تشير بكفيها الي الطابق العلوي ثم توارت عن الظهور في الحال.. 

صاعدة اياها بخطواتها السريعة بدي المنزل مخيفآ اياها.. حجرات عدة قابعة امامها.. بدي الصراخ مترائيآ من الحجرة المطلة علي السلم.. سارت اليها بخطي سريعة علي اعتابها بضعة خفافيش طائرة.. دوي صوت الخفافيش عاليآ بدت مستعدة لمهاجمة الصبية.. صرخات الصبية دوت في ارجاء الموضع.. اشارات من المرأة العجوز للخفافيش ليفروا في الحال.. آلت الصبية الي داخل الغرفة و هالها ما رأته عيناها.. بدت المرأة العجوز متدلية من رقبتها من حبل من السقف  و الي جوارها صبية صغيرة متدلية من رقبتها من حبل اخر من السقف.. بدت مذعورة اياها مما ترائي لعيناها.. لم تكن تبصر تلك الخفافيش السوداء التي هاجمتها من الخلف حتي اسقطتها صريعة في الحال...