هارمونيكا.. رومانسية الابتعاد عن ضوضاء العاصمة ورشاقة أداء الساحر محمود عبدالعزيز
هارمونيكا.. رومانسية الابتعاد عن ضوضاء العاصمة ورشاقة أداء الساحر محمود عبدالعزيز
نشر في 19 أبريل 2023 وآخر تعديل بتاريخ 11 يونيو 2023 .
أن تبتعد عن القاهرة بازدحامها وضوضاءها وتلوثها وعلاقاتها المرعبة الناتجة عن كثرة ضغوط الحياة وقسوتها، هذا في حد ذاته قد يكون سببًا في الاستمتاع بفيلم (هارمونيكا) الذي كتبه عاطف البكري وأخرجه فخر الدين نجيدة، وقام ببطولته صانع البهجة محمود عبدالعزيز .
تدور أحداث الفيلم حول نرجس (إلهام شاهين)، التي تذهب إلى محافظة الإسماعيلية لتبحث عن زوجها، الذي سرقها وهرب، وفي الإسماعيلية تقابل شاهين (محمود عبدالعزيز)، الأرمل الذي يعيش مع شقيقه الأصغر سيف (أحمد السقا)، وشقيقته نعيمة (زيزي البدراوي). ويستضيف شاهين نرجس في بيته ويقرر مساعدتها في العثور على زوجها الهارب، ويحاول أن يجعلها تتغلب على مشكلاتها وتقاوم الحزن الذي يسيطر عليها، فيقول لها في أحد المشاهد: "أرقصي، غني وافرحي، اخرجي من إمبارح وتعالي للنهارده، اعملي لك حكاية من جديد". ويعزف لها لحنًا مبهجًا على آلة "الهارمونيكا" التي لم تكن تفارقه في أفراحه وأحزانه. وتتعود (نرجس) على شاهين وإخوته، وتشعر أنها واحدة من الأسرة وتقع في حب شاهين، وتقف بجانبه عندما يقهره حزنه على صفية (داليا إبراهيم)، التي يعتبرها بمثابة ابنته، بعد أن فقدت عذريتها على يد ابن شقيقته المستهتر (مجدي كامل).
قصة الفيلم بسيطة بعيدة عن التعقيدات والصراعات العنيفة التي تجعل المُشاهد يتوتر ويشعر بالضيق، فحتى المشاهد العنيفة قُدِمت بإيقاع هادئ بعيدًا عن الصخب، وهي سمة عامة طغت على الفيلم الذي أخذ طابع كلاسيكي، ناتج عن قصته البسيطة وإخراجه الذي لم يكن سيئًا، حيث اعتمد المخرج بطريقة كبيرة على الكادرات الثابتة، وتعامَل مع حركة الكاميرا بتحفظ، وأكمل دوره المونتير أحمد داود والموسيقار عمرو أبوذكري الذي قدم موسيقى مميزة تماشت مع الطابع الكلاسيكي للفيلم الذي بلغت مدته ساعة ونصف الساعة لكي لا يترك صُنَاعه فرصة للمشاهدين أن يشعروا بالملل من إيقاعه الهادئ.
أما عن أداء الممثلين، فقد قدَّم النجم محمود عبدالعزيز دوره برشاقة معهودة، كان ينقصها فقط أن يتعلم العزف على آلة الهارمونيكا حتى يتقن التعامل معها، وامتزج أداء النجم الكبير بأداء باقي الممثلين الذي اتسم بالبساطة، ليتماشى مع الحالة العامة للفيلم الذي يعتبر بمثابة جرعة من الأمل والسعادة والتفاؤل.
-
محمد شريفمونتير وصانع أفلام مستقل