بعيدا عن هذا العنوان المبتذل..

ذكرت في موضوع سابق أن لكل شخص-قد مر بمواقف عصيبة أثقلت شخصيته-الحق في التوثيق بإي صورة مادية ممكنة، وهذا بالطبع ما جعل "الفيسبوك" بهذه الفاعلية..وأعتقد أن ليس للكاتب موقف أكثر إلهاما من عمله الاول، فبرغم صعوده بنجاح الى الدرج الأول، يبقى انجازه متمحورا حول قصر خطوته، وليس بكونه مقدما لأفضل ما لديه في حياته في تلك اللحظة.

بالنسبة لي..فعل "كازانوفا" الأفضل، وأتى ثماره بكرم شديد، ولهذا جاء الوقت للتحدث عن تلك التجربة الملهمة..

الحقيقة الأولى..

يحمل الكتاب بين طياته جزئين، الأول هو قصة عن "كازانوفا"، والتي تتحدث عن بعض العلاقات التي تنشأ بين الشباب بداية من سن المراهقة وحتى الأنتهاء من الجامعة..يتم السرد فيها من منظور الكاتب، وتحكي القصة معاناة أحد الشباب وسط هذا الضجيج الحافل بالعلاقات السيئة.

اما الجزء الثاني، فهو عبارة عن قصة بعنوان "الفصول الأربعة" وتتحدث القصة عن حالة البؤس والمعاناة التي تمر بها الشعوب وسط انقاض الحروب، وتحمل القصة كما كبيرا من المشاعر الإنسانية، والتي ينقلها البطل "يوسف سعيد أطلس" طوال الاحداث، وحتى انضمامه للجماعات المناضلة.

شارك الكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب في مطلع عام 2017.

كما شارك الكتاب في معرض دسوق للكتاب في دورته الرابعة في عام 2017 مع دار العلم والإيمان.

وشارك في معرض ساقية الصاوي للكتاب مع دار ض للنشر والتوزيع في عام 2017.

الحقيقة الثانية..

في ديسمبر عام 2016 بدأت سيارات جريدة الجمهورية في توزيع الكتاب على فروع الجريدة في جميع أنحاء الجمهورية، وبالطبع كان الأمر محمسا بالنسبة لي، حيث كنت وقتها ملتفا بالغطاء ينتابني الرعب من الأنطباعات :D، لقد كان وما يزال الأمر الأفضل في حياتي حتى الأن.

الحقيقة الثالثة..

في شهر مارس من عام 2016، كنت جالسا مع صديق لي "م/أ.ش" في غرفة المعيشة بشقتي في مدينة 6 أكتوبر، حيث أمسينا نتحدث عن مجهوداتي العظيمة :P في كتابة قصة تدعى الفصول الأربعة، وكم عانيت في كتابتها على مدار أربعة شهور ماضية، فما كان منه الا السخرية، ثم أخرج لي كتابا بصيغة PDF من على حاسوبه الشخصي، وقرأ لي بضع صفحات..

في الحقيقة كانت اللغة المترجم بها العمل قوية، وطريقة السرد رائعة، فشعرت بإهتزاز ثقتي فيما كتبت، فأخذت شهيقا وزفيرا وقلت لنفسي "إن كل الأشياء جميلة من منظور ما"..اغلقت ملف الword، ثم اسميته "بداية"، وقمت على الفور بإرسال العمل لدار نشر، وبعد أسبوع وصلت الموافقة..كنت حينها جالسا في قطار "الاسكندرية-القاهرة" وتلك كانت أول مرة استقل فيها قطارا، وللأمانة كانت أروع مرة.

نظرت الى صديقي، ثم ملأت الدنيا ضجيجا..لقد فعلتها، لقد أصبحت كاتبا..هيا، يجب علينا العودة الى "دسوق" لأخبر والدتي عما فعلت، واطلب منها التقدم للخطبة، فلقد أصبحت ذا شأن الان :D..

الحقيقة الرابعة..

كان يدعى الكتاب في البداية "بداية"، وكان هذا هو الأسم الذي قررته، فلقد علمت أن كل شيء في بدايته كان عاديا، ولم يكن بتلك الروعة الموجود عليها حاليا، أي أن اسم "بداية" سيزيل الحرج إن كان الكتاب معيوبا في نظر العديد من القراء، فبكل الأحوال..ليس هناك كتابا رائعا لم يتعدي كاتبه العشرين عاما..فكان لابد من خطوة تشرح حجم ما كتبته أناملي.

في الحقيقة لم يمر الكتاب بإي مراجعة لغوية، فقط كان هناك تصحيح لبعض الكلمات التي كنت قد أشرت اليها..ومن الطبيعي بعد ذلك وجود الاخطاء، فأنا لست "ديناصور النحو والبلاغة".

الحقيقة الخامسة..

خاتمة مقال الأستاذ "ح.ح"

بعض الأقتباسات..

وبهذا انتهت الحقائق الخمس عن كتاب "كازانوفا"..وفي ظل هذا الموضوع لا يجب ان افرغ الا بعد التطرق الى حديث ما..

تملأنا التجارب، وتحاوطنا في كل الأوقات، فكل فعل منك مقرون برد فعل، والرد فعل والفعل هما لب التجربة..

عندما قررت السباحة، فكرت في الاندفاع الى منتصف المحيط بكل جسارة، ولكن مع الوقت اكتشفت أن هناك شبح يدعى الغرق..إن لونت لوحتك قبل الرسم بالرصاص، ستلطخ كل الحدود وعاجلا أم اجلا ستخرج لوحة رديئة..

إن البداية تكون من الشاطيء، حيث يكون من خلفك الأحبة، وعندما تعتاد برودة الماء، يمكنك حينها الانطلاق وحيدا.

لا يوجد شيء يدعى الندم، فمادمت تتنفس ستجد الفرصة..اصنع واقعك بكل تفاؤل، لأنه في الغد سيكون الماضي الذي تفتخر به كثيرا.

التوقيع