عبثا أحاول ان ابقى نقيا طيبا ذو رائحة زكية ، لا انفك باستمرار ازيل ما سقط من شعر ، او خلية من جلد ، او ماء دمع او ماء عرق  او بقايا السبيلين عن هذا الجسد المتآكل ، أحاول ان لا أكون انا ، انا من الماء انا من التراب لا ، اعتقد بانني اتسخ إن لامس جسدي الغبار او لامست نفسي ،  الطين الموحل  يخفي ملامحي وبه يذوب ما كنت أحاول ان ابقيه جميلا ، سألتها لماذا تتأنقين ، قالت : احب ان البس لباسا جميلا لنفسي ، قلت لها : انت تكذبين ، غضبت ، قلت لها : انت عندما تكونين في البيت وحدك لا تتزيني ولا تتأنقين بل تكوني في ابسط صورة وبها تكوني مع ذاتك ونفسك السهلة الغير متكلفة ، تعجبت ، وقالت : إذا لم اكن البس الثياب الجميلة لنفسي ولذاتي فلمن ، قلت لها : انت أيضا لا تتزينين لفلان وليس لي ، ازداد استغرابها ، قالت : طيب اخبرني لمن اضع العطر ، واحمر الشفاه ، واسرح شعري واصبغه ، وارسم عيوني واكحل جفوني وامرغ خدودي وشفاهي ، قلت لها : طبعا ليس لي ، فانا لست ثريا ، ولا اميرا ولا ابن وزير ولا غفير ، قالت : اعلم ولست لك افعل تلك الأشياء ، قلت اعرف ، قالت : اخبرني إن كنت انت تحسب انك نعرف ، فقلت لها : انت تفعلين كل ذلك لتجدي شيء واحد الرضى ، عفوا ، ماذا الرضى ـ أي رضى تتكلم عنه ، قلت لها : مفهوم القبول ، نحن نفعل الكثير من الأشياء لنجد القبول ، وطبعا هناك من يعمل تلك الأشياء التزين والعطر لمرضاة الله ، وليس عنهم أتكلم ، فهم يسيرون وفق منهج اخر ، لنجد القبول ، نبتسم لنجد القبول ، نصمت لنجد القبول ، نمر لنجد القبول ، نتكلم لنجد القبول ، اعلق كي اجد القبول ، اكتب كي اجد القبول ، امشي ارتدي أتعطر ، اهمس ، اصاحب ، انام ، اتفاعل اسلم ، اودع كي اجد القبول، فهل نحن مقبولين . أنا اقبلكم واقبلكم ، ونطلب من الله ان يقبلنا إليه ويقبل منا ، فإنه الكريم الحليم .