الإعجاز فى القرآن الكريم .. قاعدة الدحض ( الجزء الثاني )
الجزء الثاني
نشر في 29 ديسمبر 2016 .
ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ، ﻧﺤﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ، ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ، ﻭﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ، ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ ، ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ .
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
استعرضنا فى الجزء الأول اختبارات التكذيب فى القرآن للماضى ووجدنا أنها يسيرة جدا على من يحاول ذلك مع القرآن الكريم ولكن كان من المستحيل فعلها .. فتصبح عاجزا وليس أمامك سوى الإيمان بكتاب الله عز وجل .
ولكن هذه الاختبارات كانت للماضى ونحن الأن فى الحاضر ، فهل من فرصة ؟ نعم فالفرصة متاحة للجميع ، فللحاضر اختبارات أخرى مذكورة بكتاب الله تعالى .
يقول الله تعالى فى سورة المائدة الآية ٨٢ :" ﻟَﺘَﺠِﺪَﻥَّ ﺃَﺷَﺪَّ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻋَﺪَﺍﻭَﺓً ﻟِّﻠَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍْ ﺍﻟْﻴَﻬُﻮﺩَ ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺃَﺷْﺮَﻛُﻮﺍْ ﻭَﻟَﺘَﺠِﺪَﻥَّ ﺃَﻗْﺮَﺑَﻬُﻢْ ﻣَّﻮَﺩَّﺓً ﻟِّﻠَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍْ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻗَﺎﻟُﻮَﺍْ ﺇِﻧَّﺎ ﻧَﺼَﺎﺭَﻯ ﺫَﻟِﻚَ ﺑِﺄَﻥَّ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﻗِﺴِّﻴﺴِﻴﻦَ ﻭَﺭُﻫْﺒَﺎﻧًﺎ ﻭَﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻻَ ﻳَﺴْﺘَﻜْﺒِﺮُﻭﻥ "
يتحدث القرآن عن اليهود والنصارى بوجه عام ، فالعديد من اليهود يعلنون إسلامهم ، وبعض اليهود أقرب مودة من النصارى للمسلمين ، ولكن القرآن يتحدث عن اليهود ككل بوصفهم أشد عداوة للمسلمين ووصف النصارى بأنهم أقرب للمسلمين من اليهود .
وهنا كل ما على اليهود فعله اليوم ( الحاضر ) أن يعتزموا على الود ، أى أن يوادّوا المسلمين لسنوات قليلة ، سنتين أو ثلاثة وأن يكونوا أقرب مودة للمسلمين من النصارى ، وسيثبتون بذلك أن القرآن خاطئ ، فالأمر بسيط جدا ، ولكنهم لم ولن يفعلوها أبدا ، لن يفعلوها بالرغم من سهولة الأمر فى ظاهره .
توجد اختبارات اخرى ، يقول تعالى فى سورة الإسراء الآية ٨٨ :"ﻗُﻞْ ﻟَﺌِﻦِ ﺍﺟْﺘَﻤَﻌَﺖِ ﺍﻟْﺈِﻧْﺲُ ﻭَﺍﻟْﺠِﻦُّ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻥْ ﻳَﺄْﺗُﻮﺍ ﺑِﻤِﺜْﻞِﻫَﺬَﺍ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥِ ﻟَﺎ ﻳَﺄْﺗُﻮﻥَ ﺑِﻤِﺜْﻠِﻪِ ﻭَﻟَﻮْ ﻛَﺎﻥَ ﺑَﻌْﻀُﻬُﻢْ ﻟِﺒَﻌْﺾٍﻇَﻬِﻴﺮًﺍ " ، هل تعتقدون أن القرآن ليس بكلام الله عز وجل ، إذن فأتوا بقرآن مثله !!
وتكرر نفس التحدى فى سورة الطور الآية ٣٤ ، حيث يتحداهم الله تعالى فى قوله :" ﻓَﻠْﻴَﺄْﺗُﻮﺍ ﺑِﺤَﺪِﻳﺚٍ ﻣِﺜْﻠِﻪِ ﺇِﻥْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﺻَﺎﺩِﻗِﻴﻦَ " ، فهذا تحدى ، ويجعل الله عزوجل التحدى أسهل فى موضع آخر فيقول تعالى فى سورة هود الآية ١٣ :" ﺃَﻡْ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﺍﻓْﺘَﺮَﺍﻩُ ﻗُﻞْ ﻓَﺄْﺗُﻮﺍ ﺑِﻌَﺸْﺮِ ﺳُﻮَﺭٍ ﻣِﺜْﻠِﻪِ ﻣُﻔْﺘَﺮَﻳَﺎﺕٍ ﻭَﺍﺩْﻋُﻮﺍ ﻣَﻦِ ﺍﺳْﺘَﻄَﻌْﺘُﻢْ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻥِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺻَﺎﺩِﻗِﻴﻦَ " ، إذن ليس كل القرآن ، انسى هذا التحدى فهو صعب ، ائتوا فقط بعشر سور مثل القرآن ، ولن يقدروا على فعل ذلك ..
ويجعل الله عز وجل التحدى أسهل من قبل ، حيث يقول تعالى فى سورة يونس الآية ٣٨ :" ﺃَﻡْ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﺍﻓْﺘَﺮَﺍﻩُ ﻗُﻞْ ﻓَﺄْﺗُﻮﺍ ﺑِﺴُﻮﺭَﺓٍ ﻣِﺜْﻠِﻪِ ﻭَﺍﺩْﻋُﻮﺍ ﻣَﻦِ ﺍﺳْﺘَﻄَﻌْﺘُﻢْ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻥِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺻَﺎﺩِﻗِﻴﻦَ " ، ليس كل القرآن ، ولا عشر سور بل سورة واحدة فقط ، ولن يفعلوا ذلك أيضا .
يجعل الله عز وجل التحدى أسهل فأسهل ، فيقول تعالى فى سورة البقرة الآيتين ٢٣-٢٤ :" ﻭَﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﻓِﻲ ﺭَﻳْﺐٍ ﻣِﻤَّﺎ ﻧَﺰَّﻟْﻨَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﻋَﺒْﺪِﻧَﺎ ﻓَﺄْﺗُﻮﺍ ﺑِﺴُﻮﺭَﺓٍ ﻣِﻦْ ﻣِﺜْﻠِﻪِ ﻭَﺍﺩْﻋُﻮﺍ ﺷُﻬَﺪَﺍﺀَﻛُﻢْ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻥِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺻَﺎﺩِﻗِﻴﻦَ (٢٣) ﻓَﺈِﻥْ ﻟَﻢْ ﺗَﻔْﻌَﻠُﻮﺍ ﻭَﻟَﻦْ ﺗَﻔْﻌَﻠُﻮﺍ ﻓَﺎﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻨَّﺎﺭَ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻭَﻗُﻮﺩُﻫَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﻭَﺍﻟْﺤِﺠَﺎﺭَﺓُ ﺃُﻋِﺪَّﺕْ ﻟِﻠْﻜَﺎﻓِﺮِﻳﻦَ " ، حاولوا أن تأتوا بسورة تشبه القرآن قليلا ، هذا تحدى (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) ، حاول الكثير من الناس ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا ، فهناك الكثير من الكتب وقد فشلت فشلا ذريعا وهى متوفرة للاطلاع ..
توجد اختبارات أخرى ، يقول الله تعالى فى سورة النساء الآية ٨٢ :"ﺃَﻓَﻠَﺎ ﻳَﺘَﺪَﺑَّﺮُﻭﻥَ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥَ ﻭَﻟَﻮْ ﻛَﺎﻥَ ﻣِﻦْ ﻋِﻨْﺪِ ﻏَﻴْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻟَﻮَﺟَﺪُﻭﺍ ﻓِﻴﻪِ ﺍﺧْﺘِﻠَﺎﻓًﺎ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ " ، فإذا أردت أن تثبت أن القرآن خاطئ ، فعليك أن تخرج تناقضا واحدا منه ، ولقد حاول بالفعل الكثير من الناس ولازالوا يحاولون ، تصفح الإنترنت وستجد آلاف التناقضات المستخرجة ولكنها فقط للافتراء ، فجميعها إما أن تكون مُخرجة من سياقها أو أن يكون هناك خطأ فى الترجمة الخاصة بالتفاسير ، أو أن تكون غير منطقية ، وتم الرد على جميعها من خلال علمائنا وأئمتنا الأجلاء ..
إذا كنت تعتقد أن القرآن ليس من الله تعالى ، حاول أن تُخرج تناقض واحد فقط وستثبت ذلك ، ولن تستطيع ..
هذا يسمى باختبار تعجيز من يقوم تكذيب القرآن ، ( قابلية التكذيب - أو قاعدة الدحض ) ، والحمد لله تعالى على نعمة الإسلام ، فالقرآن الكريم سيظل دائما معجزة للعالم وبيان للحق ..
... أسعد الله أوقاتكم ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....