قفص الاتهام - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قفص الاتهام

  نشر في 27 فبراير 2019 .

تصرخ باعلي صوتها و هي قد آلت في قمة الانفعال تحطم آثاث الغرفة في غضب عارم..  يداها تنزف بالدماء من اثر الاصطدام بالكئوس الزجاجية التي حطمتها بعنف.. هالات غائرة اسفل عيونها آل لم تخلد للنوم منذ عدة ايام..شعرها الاسود قد تخلل في بعضه البعض حيث لم تمشطه منذ ليال.. تدخل والدتها مسرعة و قد دوي الي اذنها صوت الارتطام ليهالها المشهد و النزيف الغائر من يداها... 

تحضر اليها بضعة شاش و بلاستر  لايقاف النزيف.. تعرض عنها بغضب رافضة المساعدة.. تمسك الام بالهاتف لتتصل بالطبيب فورآ و الصبية هائجة بغضب..: 

الان تذكرتي ان لكي ابنة المعذرة!!!  

- لمياء - ارجوكي لقد بتي كبيرة و عليكي ان تقدريني بعد ان طلقت من اباكي الذي لم يسأل عنا و انا امرأة بحاجة الي ونيس... 

انتي ايضآ تركتيني لقد اخترتي نفسك و تزوجتي مرة اخري و زججتي بي الي جدتي... 

ليس وقت الحديث الان سيأتي الطبيب حالآ.. 

يولج الي الغرفة الطبيب - عادل - الذي يصعقه المشهد المترائي :

ماذا يحدث هنا.. 

لا شئ ابنتي متعبة قليلآ بامكانك خياطة الجرح و الرحيل بعدها.. 

اووه حسنآ انسة هل انتي بخير.. 

تظل - لمياء - صامتة بينما الطبيب يشرع في عمله حتي يداوي الجرح.. 

فلتلزم الانسة الراحة و الادوية سلامآ.. 

يغادر الطبيب و - لمياء - ساكنة في موضعها تنظر اليها امها بشفقة.. 

انا اسفة يا عزيزتي عليا الرحيل الان تعرفين اخوتك من اباكي يحتاجوني.. 

امي لم يعد يعنيني شيئآ يمكنك الرحيل.. 

لم تخبريني هل الاخبار التي سمعتها عن تلك العجوز - جدتك - صحيحة.. 

اجل لقد تزوجت من رجل ثري و سكنت معه القصور... 

مسكينة يا ابنتي تعيشين بمفردك صدقيني انا اشعر بك.. انظري لحياتك عزيزتي انتي لاذلتي في عمر الورود.. 

لماذا لم يسأل ابي عني الست ابنته... 

زوجته الافعي تحرضه دائمآ ضدك.. حتي ينعم اخوتك من اباكي بالمال وحدهم دونك.. 

فليذهب المال الي الجحيم يا امي انا اريد اب و ام يحبونني لا خزانة مال.. 

هذا قدرك يا ابنتي انا اسفة عليا الرحيل الان.. 

رحلت الام تاركه ابنتها في عالم حزين..ولجت الي المطبخ لتسد لنفسها فنجانآ من القهوة.. بات جسدها يرتجف من الخوف.. عاهدتها الحياة علي الوحدة و انعدام الاحساس بالامان.. شعرت بضيق و اختناق شديد.. خرجت من المنزل و استقلت السيارة لم تكن تدر الي اين تتجه سارات تائهة بلا وعي بين الطرقات.. بدي التعب الشديد آن بها اختلت الصورة و بات المشهد مظلمآ لم تشعر بشئ الا و هي تسمع صراخ السائق المجاور بالانتباه للكوبري الذي سقطت من فوقه سيارتها الي طريق زراعي مهجور  جانبي... 

لم يجرؤ احد من البشر الولوج لهذا الطريق لما روا عنه انه سكني الاشباح.. 

كانت حكايات القصص تدور حول الحوادث التي تقع يوميآ من فوق الكوبري لهذا الطريق و تسكن اشباح الضحايا هناك.... 

تري انفسها واقفة وسط مجموعة من الاشباح و هي شبح بلا جسد..  جسدها الهاوي تراه و قد سكن بعيدآ عند السيارة.. يستقبلها الاشباح بالترحاب و الابتسام..  باتوا علي هيئات متشابهة.. تكسوهم لباس البياض.. بدت ادركت الحقيقة حينما لمحت احد الاشباح تتقدم منها مبتسمة.. 

باتت شبح لامرأة جميلة تقترب منها بلطف 

مرحبآ عزيزتي توفيتي في اي حادث.. 

انقلبت سيارتي من الكوبري.. 

و انا جئت في حادث سقوط طائرة.... اهلا بكي تبدي لطيفة.. 

و انتي ايضآ اشعر باحساس غريب لم اعد باكية كالسابق.. 

يبدوا ان حياتك كانت بائسة.. 

بالفعل لن يبكيني احد الان بعدما توفيت.. 

لا عليك تعالي اصحبك في رحلة داخل الارض الزراعية.. 

تسيران و هي تشعر ان جسدها بات اخفآ.. ولجتا الي اسفل الشجرة تستندان ظهرهما علي الجزع... 

في المشفي كان جسدها مسجي علي الاجهزة و لاذالت دقات قلبها خافتة اقتربت منها امها باكية.. 

ارجوكي سامحيني ابنتي انا احبك... 

كان شبح - لمياء - يرتجف فجأة و قد احست بشيئآ ما تجاه والدتها.. 

قلبي يقول ان امي خائفة علي.. 

لا تكوني ساذجة انتي شبح بلا قلب.. 

لا ادري احسست بذلك... 

غطي الطبيب جسدها الهاوي بلا حراك.. و دموع امها تتابعها بحزن عميق.. 

احست لمياء بالضيق فآوت تسير في الارض الزراعية تتبعها الشبح الاخر.. 

ولجت الام الي منزلها و الدموع تنهمر. منها تتقدم منها بناتها المنهارين من الدموع 

لا اصدق ان اختي - لمياء - رحلت قبل ان اهديها العقد الذي تحبه.. 

و انا ايضآ احب - لمياء -  كثيرآ.. 

تنهمر البنات في دموع غزيرة تسايرهم الام التي تكتم الحزن و الدموع في قلبها طويلآ... 

في تلك اللحظة كانت - لمياء - جاثية تحت الشجرة مستندة ظهرها الي الجزع و ان فقدت قلبها الا ان احساسها آل...








  • 1

  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 27 فبراير 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا