أنا لا أملك إلا القلم و أقاوم بالقلم , فمرة بالأزرق و مرة بالأسود و مرة بالأحمر كالدم و مرة بقلم الرصاص فأعبئ القلم و أطلق رصاصي فأرفع رأسي و أرفع العلم .. أنا أقاوم يقاوم القلم .. فاحملوا أقلامكم و قاوموا فموت من تأجل , و احملوا أقلامكم و اكتبوا دوي انفجار القنبلة , في أرضنا,من حقلنا, من كل حرف سنبلة ..
قد ألف جبابرة العصر لغة جديدة و قاموسا جديدا للبشرية , بدلوا معاني الكلمات و فرضوا مفاهيم الجمل , فصار الباطل بمعنى الحق و الفساد بمعنى الإصلاح و و و رسموا لنا خرائط الزوال و بدّلوا تبديلا ..يريدون أن ننسى قصائدنا و أشعارنا و حتى أسماءنا , و قالوا .. شوارعهم تضج حضارة و بأن شارعنا فضيع جدا خال من الأحياء قد فر منه الجميع , و بأنّ شارعنا قديم جداً لا نوعاً فيه رفيع , حتى عن ورودنا قالوا ذابلة و لم ينجو من قولهم حتى الرّضيع , قالوا عنه عنيف جداً , حقد يحفظه التّاريخ .. شارعنا طويل جداً و لا شيء فيه يضيع , إلينا تمتدّ شوارعهم فلا نشتري اسماً منهم و لا نبيع , لنا أزقّة معروفة جداً , فيها برد الآن وصقيع , و ظلمة تعلّمنا البصيرة فكم من عيون كثيرة جداً لكن النظر لا تستطيع , فاليوم صبر جميل وغدا سيعود إلينا الرّبيــــــع .. و ليس ما قيل بأنه " جاء الربيع " , فبعد كل ما حدث و يحدث في عالمنا العربي من قتل و دمار , تشتت و تشرد , فرقة و تفرق , ليس إلا مسلوب عقل و مفتون من لايزال يعتقد بأن رائحة دمنا عطر للياسمين.
-
سليمان بوقرطأول عمل منشور - رواية الظل المسجون - الطريق / دار ميم للنشر - الجزائر