لقد توارثنا في البلدان العربية أمرا نتقاسمه كلنا، ألا وهو الجعل من ظروفنا شماعة لذنوبنا ولفشلنا ولخيباتنا، فمهما كانت أخطاؤنا فنحن لا نعترف بها، ولعل أكثر أمر نتفق عليه كعرب هو تواجدنا في المكان الخطأ دائما، بحيث في داخل كل منا تخيلات انه لو ولد أو عاش أو سنحت له الفرصة لأن يتعلم في بلد غربي لكان حاله افضل ولكان دون شك النجاح حليفه، وقد قال لي صديق امس في حديثنا عن البطالة التي نتقاسم معاناتها أن هذا كله نتيجة "لعنة" وأية لعنة، إنها "لعنة الجغرافيا"، لا أنكر وأنا أيضا أوافق صديقي الرأي، إننا فعلا من ضحايا الجغرافيا، ففي أدنى مقارنة بين أي بلد عربي وبلد غربي فالأكيد أن كفة البلد الغربي ستكون الأثقل (طبعا من حيث المميزات والفرص)...
أحيانا أتساءل لماذا؟
ولكن الاجابات ولكثرتها تصيبني بصداع حتى ليكاد أن يتفجر رأسي، وذلك لأننا في البلد العربي نحن لا ندعم العلم، ولا نعترف به، قد تجد رئيسا أو ملكا يوسم فنان أو فنانة (طبعا في مجال الغناء أو التمثيل فغير ذلك من الفنون غير معترف به في بلداننا) على أعماله مهما كانت منحطة. ولكن لا تجد أي اعتراف بتلميذ أو طالب حاز على درجات عالية، أو حاز على الرتبة الأولى وطنيا أو محليا، وذلك امتنانا لجهوده التي سيستفيد منها الوطن مستقبلا، حتى أن الطالب يحس وكأنه غير موجود أصلا، ولا يعترف به الا والديه، وبعض أساتذته.
أما إذا تحدثنا عن المثقف والعالم، فإن الأول غالبا ما يعتبر معقدا في مجتمعاتنا لأنه يقرأ كثيرا، وله رأي دائما وقد يختلف عن كل المحيطين به، وذلك لأنه يعرف أكثر منهم، وإذا فكر مجرد التفكير في إعطاء آرائه حول مواضيع سياسية قد يجد نفسه بين قضبان السجن، أما الثاني فإنه إما يخضع للغرب ويهاجر ليستفيدوا من علمه ويعيش بدوره حياة مترفة، أو "يعمل فيها وطني" ويكافح إلى آخر رمق، والنهاية هنا لا تخرج عن ثلاث إما الجنون أو الانتحار أو السجن.
إذا عند التفكير في كل هذا ألن تجدها لعنة تواجدك في بلد عربي...؟
-
Soمهتمة بكل ما ينتجه العقل الانساني.
التعليقات
أما عن نقطة توسيم الفنانين,, وهم أصلا أشباه فناين "فلتدعينا صامتين.. اقرأيها بالدارجة المغربية" :D