ســر حياة العقل , هل أدركته ؟
مفتاح العقل الأوحد , هل تمتلكه لفتح بوابات الفكر العملاقة ؟
نشر في 31 مارس 2018 .
ما بين الحالة وعكسها يولد المعنى , تظهر القيمة وتصبح لها قيمة أكبر , ما بين الحالة وعكسها يكمن السر والحقيقة , تتضح الرؤية والفكرة التي لم ترى نور الحياة من قبل ..
والبداية بالادراك والوعي السليم , لن تدرك قيمة الراحة إلا بتذوقك لطعم التعب المؤلم , لن تدرك قيمة العدل إلا بمثولك أمام الظلم ولا تقوى أن تدفعه عنك مهما كانت قوتك , لن تدرك قيمة الحب إلا بعدما تفقده ولا تجد سوى الكره والبغض يتملكك شيئاً ف شئ , لن تدرك قيمة الحياة إلا بأدراكك لحقيقة الموت أولاً ..
فهل أنت بالوعي الكافي لتدرك الحقائق من باطنها , لتدرك السر المطوي داخلك , هل لديك المقدرة الكافية لترفع الحجاب عنه وتبدأ برؤية الأمور جيداً ..
لولا هذه اللحظات المسماه بلحظات الادراك لما كان العقل يتحرر من ضلال الأفكار يوماً بعد يوم , لحظة الادراك لا يمكن تصنيفها أنها لحظة عادية كأي لحظة عابرة على المرء , إنها لحظة
جوهرية بحياة العقل , يعتبر أكسجينه الأصلي خلال رحلة وجوده بهذه الحياة , لحظة فاصلة وتوابعها ذات نتائج مذهلة , قد تكون لحظة قصيرة المدى , ولكنها تؤثر على سنوات عدة تمر على حياة الإنسان , تنتهي بموعد معين قد يكون بعد دقائق أو أيام ولكنها ذات نتائج أبدية لا تدع العقل يُكمل مسيرته الفكرية والأبداعية وحيداً ..
بداية الأمر يبدأ بحدوث حالة من الأنعكاس , تمر بحالة شعورية فتدرك قيمة الحالة الشعورية المعاكسة لها , تمر بالحزن فتدرك قيمة الفرح , تمر بالفقد فتدرك قيمة الأمتلاك , وما إلى ذلك من حالات عدة تمر على البشري خلال مشواره الممتد من سنوات
لا يمكن التجهم بموعد نهايتها ..
ولكن يمكن التحكم كيف سنحياها وكيف سنجعل هذا العقل يحيا بوعي لكل كبيرة وصغيرة تمر عليه ..
بعد المرور بهذه الحالة وادراك قيمة حالتها المعاكسة سنصل لخطوة أخرى هامة من خطوات الوعي , خطوة الأستمرار على الادراك , فلن ينجح الأمر إلا بالاستمرار , فبدون الأستمرار على الأمر يصبح الأمر بلا معنى , دون جدوى , خالي تماما ً من الأهمية , مبتعداً عن التأثير علينا , فما قيمة النجاح دون الأستمرار عليه ؟! , وما أهمية العلم دون البحث المستمر الذي لا يعرقله أي شئ أو ينقطع ؟! , وما معنى الادراك دون اصرار العقل على الأستمرار عليه في محاولة للتقدم بخطوات إضافية نحو القمة الفكرية ؟! , بالطبع الأستمرار هو مفتاح النجاح الأصلي , وبوابة العلم الأصلية , ومصدر الادراك الحق ..
إذا راودتك حالة سلبية لا تقوى على احتمالها فلا تجزع , لا تضطرب وتقول : لما أنا يحدث لي هكذا دون باقي البشر , لما أغوص بأعماق الحزن وأغرق به دون أن أجد لحظة سعادة منقذه لي , لما أواجة هذا الوحش العنيف المسمى بالظلم وحدي ولا أواجهه بقليل من الحق والعدل ؟ , لما أشعر بالتعاسة ؟,لما أشعر باليأس ؟ , ما الحل لكل هذا ؟ لقد أوشكت على الأختناق حقاُ وروحي أصبحت خالية من مظاهر الحياة !! ,ما العمل ؟! .. لا تقل كل هذه الكلمات , لا تفكر بها حتى مجرد الفكر , حقاً هي لحظات صعبة مميتة ولكنها لحظات أدراك لا نهائية لو تفهمت هذا لما تفوهت بهذا الهراء الذي لا فائدة منه سوى جلب المزيد من السلبية القاتلة لروحك أكثر فأكثر ..
إنها يا سادة مؤشرات لبداية لحظة ساحرة , تبدل حال إلى حال في غمضة عين , تجعل العقل ينبض بعدما كان على أجهزة التفكر
الضال المُضل , يبعث فيه الحياة الفكرية من جديد , ينفذ له من فجواته اللاواعية بنور الوعي والتفكر والادراك , يزيد من حيويته ونشاطه الإبداعي , يمحي ما كان مُضلاً له قديماً من أفكار هشة تعتبر بمثابة وصمة عار في تاريخه الفكري , وتبدلها ل أفكار منيرة متوهجة تعتبر بمثابة وسام شرف وتاج يُكلل به كنوع من أنواع التكريم له عن مُجمل مسيرته الفكرية الأبداعية الأدراكية الواعية المشرفة ..
ف شعورك بهذه الحالة من الحزن بداية لأدراكك لقيمة السعادة والفرح , واستمرارك ل ادراك القيمة سيدعم من قيمتها أكثر ويزيدها ادراكاً لعقلك , وبالمثل يحدث لحالة اليأس فتدرك قيمة الأمل , والظلم فتدرك قيمة العدل , إلى آخره ..
فكن مضياف جيد لهذه اللحظات والحالات المفاجئة لهدوئك , قدم لها واجب الضيافة على خير وجة ,ف إكرام الضيف واجب , وإنت أيها البشري طبيعتك الكرم وحسن الأستقبال والترحاب , ضايفهم بأجود أنواع الوعي والأدراك , لا تتركهم يرحلون دون أن تفيض عليهم بهم , كن حسن الضيافة لهم يكونوا لك ذو تأثير رائع ..
وتذكر : لولا أختلاف الحالات التي تمر علينا لما أدركنا قيمة الحياة , فهل وجدت يوماً البشر يتشابهون كلياً في الشكل والتفكير والأسلوب ؟ , فلولا أختلافهم لما كنا أدركنا قيمة التنوع البشري والحكمة الآلهية من ذلك التنوع والأختلاف المذهل .. كذلك ما يمر علينا من حالات مختلفة متضادة الإحساس والأثر على أنفسنا , ولكنها قمة الوعي على عقولنا ومداركنا ..