الاخوان وازمة الهوية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الاخوان وازمة الهوية

كتاب واراء

  نشر في 10 مارس 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

قال وأردوغان في خطبة له "‏تركيا لن تتراجع أبدًا عن نضالها المحق ولن تترك دماء شهدائها يذهب سدى. كما أنها لن تنسى أي خيانة. وما دام شعبنا يقف بجانبنا سنجتاز كافة الصعوبات وسنلقن درسًا تاريخيًا لكل من يعتقد أنه قادر على التضييق علينا". في هذا البيان الرئاسي في الفقرة الأولى جملة غريبة يقول فيها "سيتمخض عنه نتائج كبيرة كتلك التي شهدناها قبل مئة عام".

‏قبل مئة عام كان فيه حرب بين ١٩١٩و١٩٢٢ اسمها حرب الاستقلال والتحرير وقادها مصطفى كمال أتاتورك ضد اليونان والأرمن والأكراد وبريطانيا وفرنسا. في هذا الحرب مصطفى كمال أتاتورك أنقذ تركيا بحدودها الحالية من الاختفاء بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وانتهت الحرب بإعلان الجمهورية التركية وإنهاء الخلافة في١٩٢٣. ومن المفارقات إن في حرب الاستقلال التركية روسيا السوفيتية كانت تدعم مصطفى كمال أتاتورك بالاضافة لإيطاليا، ومن المفارقات العجيبة إن أنصار إردوغان من الإسلاميين العرب يستحضرون حروب الدولة العثمانية في دعمهم له، بينما هو يستحضر حرب مصطفى كمال ويعتبر الذي يفعله حالياً إنقاذ لتركيا كما فعل أتاتورك قبل مائة عام. وهذا هو تفسير ما كتبه في الفقرة الأولى من بيانه الرئاسي.

‏وبالتالي رجب إردوغان الذي يعتبره أنصاره الإسلاميين العرب خليفة عثماني ويستحضرون تاريخ الإمبراطورية العثمانية في دعمه، هو نفسه استحضر تاريخ مصطفى كمال أتاتورك الذي يعتبره الإسلاميون هادم الخلافة مؤسس الجمهورية التركية العلمانية الحالية، في معركته الحالية في شمال سوريا.

هناك فرق بين إسلاميي تركيا الأقرب لكونهم "قوميين" يرون الإسلام جزء من الهوية الوطنية التركية منذ العثمانيين، والإسلاميين العرب الذين يتمسكون بالخلافة التاريخية الإسلامية دون معرفة كيف ينزلونها لأرض الواقع الحديث.

المتابع للتجربة التاريخية للحركات التركية الإسلامية منذ عدنان مندريس ونجم الدين أربكان يستنتج أنها نشأت ضمن الهوية الوطنية التركية، لم يكن لها ذلك البعد الأممي المطالب بالخلافة كالذي تحلم به حركات الإسلام السياسي العربية عموما وخاصة الإخوان المسلمين. لذلك حتى في أعتى لحظات الصدام مع الدولة العلمانية التركية كان هناك قاسم مشترك معها: "الوطنية التركية"، وما هو مثير للدهشة أن الحركات الإسلامية التركية ليست في خصومة خالصة مع أتاتورك وإرثه، بل إنه يحظى باحترام عجيب منهم، بعكس نظرة الإسلاميين العرب لأتاتورك حيث يرمونه بكل نقيصة.

د. محمد ابراهيم بسيوني

عميد طب المنيا السابق


  • 1

   نشر في 10 مارس 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا