منذ مدة طويلة لم أراها متحمسة لهذه الدرجة و ابتسامتها لا تفارق شفتيها، نابعة من قلبها حتى تكاد تجتاحها رغبة في الرقص من فرط سعادتها، بعد أن عادت هذه الأخيرة فطرقت بابها من جديد ، وقدمت لها وردة حمراء كهدية اعتذار عن غيابها الطويل، وعن مغادرتها وتركها حدود دولة الحب و الفرح و السرور مفتوحة للأحزان التي استعمرتها، و أخبرتها عن الحرب التي نشأت بينها و بين المستعمر لكي تطرده من دولتها، و كيف تمكنت من الإنتصار بناء على قاعدة "الخير يغلب الشر"، والشروط التي فرضتها قبل توقيع معاهدة السلام، و التي تعهدت فيها الأحزان بمغادرة القلب و عدم محاولة التسرب إليه من جديد، في حين قررت السعادة حمايته ببناء جدار عالي كجدار برلين يمنع الحزن من رغبة مستقبلية في التسلق، و منذ ذلك الحين عاد إليها النور بعد أن كانت في الظلام، وحل عليها الربيع فأزهرت من جديد بعد طول انتظار.
✏️ لطيفة فراجي
-
لطيفة فراجي"ما الأوراق سوى مناديل.. تجفف بها الأقلام دمعها" الكاتبة أسمى الزهار