الصدمة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الصدمة

  نشر في 02 أبريل 2019 .

تآوي الي غرفتها الصغيرة و هي تتواري عن اعين الناظرين.. تتأكد من غلقها الباب بالقفل الحديدي باحكام..  تلقي بجسدها النحيل مسجي علي مضجعها.. بات جسدها يرتجف من الخوف..  توارت خلف الكساء الصوفي و هي تآوي ان يحل علي قلبها سكينة.. 

لاذلت صورته قابعة امام عيناها تآبي الا تتواري بعيدآ عنها..  تشعر و كآن اتاها القئ ما ان ترائت صورته الي مخيلتها..  تجر جسدها الي الحوض لتتقيأ كل ما في جوفها بالم شديد آل الي قئ دموي... 

بات الالم كله يعتصر معدتها الصغيرة..  نظرت للوهلة علي رضيعتها الصغيرة المسجاه في مضجعها ساكنة بلا حراك و قد تناثرت دمائها الطاهرة منها علي جسديها..  

و كآن الالم كله قد سكن قلبها الانين علي فراق رضيعتها العليلة..  يمتلئ قلبها حقدآ علي ذلك المجرم الذي سلب روحها و آلمها بكل وحشية علي فراق صبيتها الوحيدة التي لم تتجاوز عدة شهور.. 

منذ اللحظة الاولي لقدوم رضيعتها الي حياتها ملئت قلبها سكينة و فوءادآ..  ثلاث سنون مضت علي زواجها و قد اودي الطبيب بقراره الصارم بعقر المرأة عن الانجاب..  

بات الغضب عليلآ بزوجها الذي القي عليها يمين الطلاق ثلاثآ..  و دفعها بعيدآ علي حفنات الطرقات..  

آل اليها الم الفراق و حل علي قلبها سكني الجراح..  جرت جسدها بخيبة في الطرقات و هي تنظر عيناها الي الأرصفة بيأس..  آلت قدماها الي الملجأ السكين..  لمحت عيناها ضحكات الصبية الطاهرة و هم يمرحون ببراءة.. ولجت الي غرفة المديرة و هي تسكن دموعها طالبة اياها رضيعآ لتكفله بيتها..  

اشددت المديرة علي كفيها و صحبتها جولة في الدار..  لمحت عيناها تلك الرضيعة الصغيرة التي اسكن الله في قلبها حبآ و رحمة تجاهاها اياها..  

اشارت اليها بكفيها طالبة اياها فتبسمت المرأة لها و حملتها علي كفيها و اعطتها اياها.. 

سكنت مشاعر الحب و العطف قلبها منذ اللحظة التي حملت الرضيعة علي كفيها و ضمتها اليها بحنان..  فاسكنت دمعات الرضيعة الصغيرة.. 

و كأن الله عوضها بهذا الملاك الصغير عن عاطفة الأمومة فباتت لها ابنتها و كل ما بقي لها في الحياة..  

تناقلت الاخبار الي طليقها بامر الرضيعة آل الحقد و الكره بقلبه لدرجة ان كره لها حلم الأمومة..  اعد العدة لخطته الماكرة و نزع من قلبه كل احاسيس الانسانية.. 

تسلل علي قدميه في سكون الليل..  ولج الي النافذة الزجاجية التي حطمها بقوة لتخترق قطعات الزجاج جسد الرضيعة الذي نزف دمائآ بقوة قطعه صوت صراخ الرضيعة الهامد..  

فتحت عيناها من غفوتها علي صواب الزجاج و الصراخ..  و كأن سكينآ قد طعن قلبها تفر تجاه الرضيعة محالة النجاة الا محال قد همد الجسد و رحلت الروح الرضيعة عند بارئها..  

نظرت اليه و كل آلام الكره و الحقد يملئ قلبها المنفطر و كأنها الت ان تصرخ فيه باعلي صوتها الا آن آبي صمتها الا ان يتوارى حزينآ...  

تنظر الي المرآة و هي تري وجهها الشاحب المكسو بنزيف الدماء..  ثم تلمح عيناها رضيعتها الهامدة فتكات كل دموع العالم لا تكفيها سيلآ انهارآ.. 

اعتزلت العالم و سكنت غرفتها وحيدة مع رضيعتها الثكلي و قلبها ينزف دمآ..  آتاها في المنام رضيعتها الصغيرة و هي تشير لها بيديها ان يلتقيا قريبآ..  اربتت علي كفيها بحنان و هي تتمني الا تتركه.. 

الصباح التالي كان جسد المرآة مسجي ساكنآ بلا حراك بعد ان سكنت الانفاس و خفتت النبضات و اسلمت الروح الي بارئها..  





  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 02 أبريل 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا