(شبح الأحلام )
قالَ لها متعجباً : ما الذي أتى بكِ في تلك الساعة المتأخرة؟! فلم تجبْه البتة و ظلت تمحلق في وجهه الذي سرعانَ ما ارتسم عليه الخوفُ ، فكرر سؤاله و أضاف بماذا بكي ؟! أحدث شئٌ لكي ؟! فلم تجبه أيضاً و اكتفَتْ بابتسامة خافتة تركد خلفها معانٍ مختلطةٌ لم يفهمها ، فازداد الرجل خوفاً ، و قال لها بحبٍ يصحبه ذهول : لماذا تنظري لي هكذا ؟! فضحكت ضحكةً أشبه بتلك التي نسمعها من رجال الشر في أفلام الأكشن ، تراجع الرجل مسرعاً خطوتين في فزع ، فاقتربت منه مقدارَ ما تراجع ثم
مالت رأسها و همست ف أذنه : لماذا خلقتني و أضعتني ؟! لماذا لم توفِ بعهودك تجاهي ؟!
لماذا تخليتَ عني ؟!
تلعثمَتْ أفكارُه و تشتتَتْ أنفاسُه فلم يستطعْ عقله النطق ، فاستأنفَتْ قائلةً : بالطبع لا تجد مبرراً لفعلك الوحشي ؟! كذلك أنا لا اجد مبرراً لوجودي هُنا
كاد الرجل أن يقول شيئاً فقاطعته رافعةً نبرتها الثائرة و قالت بثأرٍ : أينما تكون سأكون شبحاً لا يفارق ظلك ، سأكون حزنك و تعسك في تلك الحياة ، سأجعلك تتمنى الموت
سكتا بعض الوقت ، أصيب الرجل بحالة أشبه بالجنون ، و بعد التقاط أنفاسها قدمت نفسها إليه، وهو يعرفها لإن القاتل يعرف قتيله ، قائلةً : أنا تلك الأحلام الضائعة التي قضيتَ أعواماً و أعواماً في تحقيقها حتي اقتربتُ فتخليتَ عنى قبل الوصول .
-
Mohaamed محمديجب أن تؤدي دورك الهزلي بكل جدية !
التعليقات
وفقك الله وإيانا اخي في الله `
بالتوفيق في كتاباتك القادمة .