" العريفي" غير مرحب به في المغرب
نشر في 08 أكتوبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
هي ليست قاعــة " أبو خنجر '' أو أبو مقصلة " أو قاعة " أبو طاغاز " . تلك التي سيستقبل فيها الداعية الإرهابي " محمد العريفي " بالرباط نهاية شهر اكتوبر الجاري . إنها قاعــــة الشهيــــــــد " المهدي بنبركة " هي التي يزعم تلويث فضائها شيــخ شرب بـــــول البعير ورضاعة الكبير وفتاوى جهاد النكاح والجهل والتخلف والتكفير . فهل كان الشهيد المهدي سيقبل أن تُدنس قاعة تحمل إسمه من طرف معتوه يقارن " المرأة " ب "الـــــدابـــــة ". ويعتبرها في خانة المجنون والسفيه والمغفل ويجيــــز ضربها. ويَدَّعِي أن مُخَّها لا يؤهلها لتتحمل المسؤولية ، وعقلها تنقصه غُـــدَّة ــ يقول عنها نسي اسمها ؟؟ ..

إن استقبال هكذا شيخ و بتزامن مع الذكرى الخمسين لاختطاف الشهيد " المهدي بنبركة " ــ بالساعة والدقيقة ــ يعد بمثابة مسمار جديـــد في نعـــــش قيم الانفتــــاح والاحترام والتعايش وقبول الاختلاف والتسامح التي تربى عليها الشعب المغربي. و هو اعتداء سافر على أحــــــلام الشهيــــد في بناء مغرب يعاصر فيه المغاربة عصرهم . مغرب مستقل و متحرر من قبضة الاستعمار والاستبداد والظـــلام. . تتعلم فيه المرأة وتتولى المسؤوليات و تتساوى مع أخيها الرجل في الكرامة والحقوق والمواطنة .
إن مُصِّدري هؤلاء الشيوخ كما مستورديهم ؛ يجب أن يدركوا أن المجتمع المغربي قد خطا خطوات كبيرة نحو العقلنة و التنوير ، و تحرَّرَ نسبيا من أعراف كثيرة وعُــقــد و تقاليـــد بائـــدة . وذلك بفضل مقاومة وصمود وعزيمة خيرة أبنائه الوطنيين والتقدميين منذ الاستعمار المباشر والى الآن . وهذا عكس السعودية التي لا يرجى خيرها ولا يؤمن شرها من شدة تخبطها في دياجير الجهل والظلام . السعودية البلد الذي أصبح مجرد مصنع يُفـــرِّخ الإرهـــاب والتعصب والتخلف والفوضى . و يُــنتج ويعيد انتاج فتاوى تحت جبة الديــــن تُشرْعِــن القتــــل والاحتلال والفتن . بشيــــوخ ظلام يحاولون عبثــا أن يَلـْوُونَ عنق الطبيعة والتاريخ كي يستحيل الانسان الى مجرد بهيمة و حيــــوان .
إن عقــــول المغاربة وأدمغتهم أكبر بكثيـــر من أن تُلْوى أو تُستعمل كبالوعات أو شبكات صرف صحي من طرف شيخ " بول البعير " المسمى " محمد العريفي " القادم من مملكة " الاستخراء " السعودية كما سماها جلالـــة ملكهم . وللجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية ـــــ المشتبه تورط زعيمها '' عبد الاله بنكيران " في اغتيال رفيق المهدي بنبركة الشهيــــد " عمر بنجلون " ــــــ ما يكفي من مراحيض لاستقبال هذا المسمى شيـــخ . من دون الاعتداء على حرمات قاعة تحمل أسم " الشهيــــــد المهدي بنبركة " وعلى شعب يتلمس طريقه وسط الظلام ليحيى بعزة وكرامة ويناضل من أجل حقوق المواطنة الكاملة على هذه الارض .
أما " العريفي " وبالنظر الى حجم ما راكمه من فتاوى التخلف والارهاب والكراهية . يبقى في عيون المغاربة المؤمنين بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية ؛ شيخ ظلامي منحوس ، ولو علقت على راسه حركة الإصلاح والتوحيد تاج و فانـــــوس . وهو غير مرحب به على أرض المغرب .
ــ عبدالمالك حوزي ــ