ضربـة جزاء
المواقف التي نتعرض لها في حياتنا تغيرنا حتى لو لم نشعر بذلك ... ومنها هذه الركلة
نشر في 03 أبريل 2016 .
هذه الصورة التقطت قبل خمسة اعوام تحديداً في عام 2011،
في مباراة نهائي كأس المحافظة للفرق الشعبية ، قبل نهاية المباراة بخمسة دقائق أعطى لنا الحكم ضربة جزاء ، والنتيجة كانت التعادل بدون أهداف
اتجهت أنظار ألاعبين نحوي لأسدد الضربة ، وطلب مدرب الفريق ذلك أيضا ، لعلمهم إن باستطاعتي ذلك بسهولة ، فقد سجلت ثلاث ركلات جزاء في البطولة ، وأمام حراس معروفين في الملاعب
أضافتا أنني لم افقد تركيزي في المباراة ، واستطيع تحمل ضغط النهائي والدقائق الأخيرة والجماهير الذي تجاوز عددهم الألف كلهم ينظر باتجاه واحد
نحو من سيسدد الكرة
تقدمت لألتقط الكرة ، وسط تشجيع من زملائي
وضعت الكرة في علامة الجزاء وعدتُ إلى الوراء سبع خطوات كما أفعل دوما
نظرتُ للمرمى ، ظهر صغيراً كعادته في هكذا لحظات
كانت الأرض مبتلة بالمطر ، والطين أصبح فيه حفر ، مما منعني أن أتقدم بسرعة خشيه ان اسقط
لم أفكر بشيء سوه بتسجيل هدف ، مع هذا لم يكن الحارس وحده في المرمى !
كنت أرى الجمهور والكاميرات يقفون بجانبه
بدت صيحات بعض الجاهير التي حضرت مبارياتنا السابقة ترتفع ، تنبه الحارس إلى الجهة التي أسدد غالباً نحوها ، والتي فعلاً قد اخترتها هذه المرة أيضاً
خطر في بالي أن أغير الاتجاه وأنا أتقدم نحو الكرة
ولكن ماذا لو لم يأخذ الحارس بكلام الجمهور وقفز نحو اليمين ، والأرضية أيضا لم تكن تساعد لمناورة سريعة فسددت في الاتجاه الذي سبق وان اخترته
قفز الحارس في اتجاهها وأبعدها…
توقفت عن تصديق ماحدث ، وتمنيت أن أكون في حلم ، وأنا أتذكر كل ذلك الجهد الذي بذلناه للوصول لهذه المباراة
انهارت معنويات الفريق وخسرنا النهائي بضربات الجزاء التي أضعنا ثلاثة منها
في المساء نقلت قنوات الأخبار المحلية نتيجة المباراة وكلهم اظهروا ضربة الجزاء
تركت اللعب شهراً بسبب المباراة ، ثم عدت للعب نتيجة إصرار ألاعبين
وفي أول مباراة سجلت ركلة جزاء وصعدنا إلى النهائي مرة أخرى .
انتهت المباراة ولكن مازلت اذكر كيف شجعني ألاعبين والمدرب صخر وأزاد كأني أحرزت هدف
ولم أنسى أيضا البائع الذي رفض أن يخصم لي دينار عندما اشتريت منه نظارة شمسيه بسبب إضاعتي ضربة الجزاء ، واتضح أنه من مشجعين الفريق وقد حظر جميع المباريات
كنت استطيع أن ألقي السبب على الأرض المبتلة ، أو أن أختلق بعض الأعذار ولكن لم أفعل .
صحيح أننا خسرنا الكأس الذي كان الفريق متشوقاً لحمله وأضافته في سجله
ولكن ربحنا الصحبة والمحبة والثقة من أشخاص تركوا بصماتهم على جدران القلب
كل مره أشاهد فيها الصورة ، اشعر بنفس المشاعر التي شعرت بها لحظة إضاعة ركلة الجزاء
كتبت ذلك لأتخلص من هذا الشعور لعله يضيع بين الحروف ويجف مع الحبر .
-
امين الحطابهم أمة في ... كلمة