" لماذا تتجاهلني "
قالتها مقاطعة الصمت المسيطر فى اركان المنزل
نظر لها دون ان يتكلم وكأن الحروف تطايرت من عقله
فإنفجرت كالبركان الثائر قائله "أنطق لا تتركني هكذا"
رد عليها ببرود وثقل وكأنه يحمل جبل على عاتقه
"أتركيني وشأني "
"اتركك ! لا ؛لن اتركك حتى تخبرني لماذا تغيرت هكذا وإلا "
"وإلا ماذا ؟" قاطعا كلامها
عاد الصمت للحظات فقاطعه قائلا
"أتجاهلك وتغيرت لأنك تغييرتي تماما
فى أول شهر كنتي ملاك
كنتي دائما امامي مهندمة
كانت الابتسامة لا تفارق وجهك فكانت تضيئه كالقمر
ثم تحولتي الى إنسانة غريبة الشكل
اصبحت كالفيل وكثيرة الكلام
غير رائحتك التي لا تختلف كثير عن الثوم والبصل
أظن أن أكتفى بهذا "
خرج الكلام منه كلامه وكأنها أسهم أصابتها بذهول
أفقدها القدرة علي الكلام لدقائق
"ماذا تريدني ان أفعل " قالتها وعينها تحبس الدموع
رد بالصمت لم يجيبها
ثم أردفت قائله " مستعده أن أكون مثل الأول
فأحضر خادمة تقوم بعمل البيت
واعطين ما يكفيني لأذهب للصالون لأتزين لك
وتعال معى لنشترى الكثير من الملابس الجديدة لي
أُكمل ؟"
نظرا لها ولم تتحرك شفتاه
"حبيبي لا أقول لك هذا تمردا على حياتك أو أشعرك بالعجز
كان بإمكانى أن أفعل كل هذا ولكن خوفي عليك وعلى مستقبلنا
ومستقبل أولادنا من بعد " بصوت أعاد له روحه ثانيا
نظر لها وكأنه يراها لأول مرة لم يتوقع منها هذا بل كان يظن إنها ستتمرد عليه
حياته البسيطة والأقل بكثير من مستوى حياتها التي كانت تعيش فيه ولكنها أظهرت
فقط ما يمكن أن تقوله أي امرأة مكانها فهي قد رضيت به وبحياته تلك فقط لحبها له
قائلا "حبيبتي ... ما أشعر به نحوك تعجز الكلمات أن تسيغه " وضمها بين يديه
وقبلها على جبهتها ليعبر لها عن اسفه وتعهده بعدم سخطها مرة أخرى .
-
أسامةادرس الحقوق وأحب الأدب وعلم النفس والفلسفة.