نصبتُ خيمتي...
اقتربتُ من بئر جودك و أنا أحمل جرّتي لأُروي عطش شوقي إليك..
لامستْ شفتاي قطرات الماء و اختلطتْ بدموعي ..
و أنا أنقر على ذاكرتي.. تتجلّى لي مشاهد تطفو على سطحها أسماؤك و صورا تكشف عن صفاتك ..
خلف غضبك ..تتجلّى رحمتك..
بين أحضان زوبعة غاضبة..يندسّ ودّك.. ..
وسط غيوم الحرمان..تسطع حكمتك..
من بين أوراق الخريف المتساقطة..تمتدّ يدك..
رأيتك.. قبل أن أراك..
عبر الأغصان التي تعانق السّماء..و خرير الجداول و سحر الألوان..
عبر تناثر النّجوم و تألّق القمر..
عبر هوج الرّياح و خشوعها..و زرقة البحر و تراقص الأمواج ..
و الفُلك تَسْبح و تُسبّح عساك تُهدّأ من روعها..
سمعتك..عبر همسات قطرات النّدى و زخّات المطر و تنفّس الصّبح و هو يخرج من جبّ ليل طويل..
رأيتك.. عبر تلذّذ مُحبّ بمناجاتك و نوبات خشوع صادقة من قلب منيب إليك..
عبر لهفة أمّ على وليدها و بريق دمعة و سحر إبتسامة..
توقّف أيّها القلم.. فما أضعفك ! إنّك لن تحصي جماله و لا كمال صفاته مهما حاولت و أطلت..
فحسبك كلمات أخيرة تقولها قبل أن تجفّ :
المحروم هو من خرج من الدّنيا و ما ذاق أطيب ما فيها ..حبّك و حلاوة الأنس بك و الشّوق إلى لقائك و التّنعّم بذكرك و طاعتك..
https://www.youtube.com/watch?v=fVsONlc3OUY
التعليقات
ابدعت يا خديحة