كتب: مهاب أسامه
يقول شاعر التحدي و الصمود "محمود درويش"نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ وَنَسْرِقُ مِنْ دُودَةِ القَزِّ خَيْطاً لِنَبْنِي سَمَاءً لَنَا وَنُسَيِّجَ هَذَا الرَّحِيلاَ"، لن يكره شخص حياته دون سبب وجيه و دون حربٍ أثر صدوعها شق فؤادهُ في الليلة المظلمة و رأسه أسفل وسادته كرأس النعامة في التراب، تمر علينا الكثير من المصاعب و المآسي الصعبة وطول النفق المظلم الذي لا نرى النور في أخره الذي كنا نسمع عنه في قصص مغامرات الأطفال فالوقع دائماً له خطط أخرى قد تتعارض مع خطتك.
الحلم في هذه الدنيا حقٌ عليك بحجم ما تتمنى منها ولكن كل يوم تختبرنا الحياةُ بظروف وإبتلائات عديدة اليوم أنت تعرف ما دورك في يومك و غداً أنت تجهل الحاضر و قلقٌ من المجهول بالأمس كنت طالباً مهامك محدودة و اليوم أنت خريج مهامك معدودة ثم تسأل نفسك متى سأبقى في هذا النفق الضبابي لا أبصر القدام ولا مجال للإدبار.
قيل لي يوماً عش اللحظة ولا تفكر في الغد و قيل لي أيضاً عش اللحظة وإنتبه للغد، فالأول قالها لي رجل مسن رأى من الحياة ما يكفي و الأخر رجل صنع من المال ما يكفيه حينما يقرر أن يعيش اللحظة دون التفكير في الغد، إن الجلوس على كرسي المقاهي بساعات بحجه الإستمتاع فقط تدفع ضريبتها غداً حينما يأتيك الغد الذي لم تقرر ماذا ستصنع به لا عيب في المتعة و الإستمتاع لكن العيب هو الجلوس و التأفف و البكاء و عيش دور الضحية بسبب أن شخصاً يمتلك ما أتمنى و أنا لا، هو قد صنع من حياته حلبة نزال هو المحارب و يومه المعركة فإما أن يقاتل ويصبح بطل المعركة أو شهيد المعركة بشرف، لكن هل سمعت يوماً عن هاربٍ أًصبح يوماً بطلاً؟
تطول الحياة كما قدر لها و تنتهى كما كتب عليها وهكذا هي معاركنا تطول بكل صعابها و حزنها و مجولها تطول بكل الدموع و الأنين و الفراق و الوداع واللقاء تطول بأصدقاء اليوم الذين أصبحوا غرباء اليوم و حبيب الليلة هو غريب باقي الأيام فلا يوجد شئ ثابت في معركة المحارب سوى أمرٍ واحد "ماذا أريد وماذا فعلت لأستحق ما أريد" يطول السؤال كما يطول فقد كتب على المعركة نهايةُ كنهاية كل شئ فإن إقتربت وحانت فكن بطلاً في المعركة أو شهيداً شريفاً و إياك أن تكون هارباًً جباناً بحجة أن المعركة صعبة فلست وحدك من يخوض معركةً ما ولست أقل ممن خاضوا المعارك و أصبحوا أبطال معاركهم.
-
مهاب أسامهباحث إعلام مهتم بمجال صناعة المحتوى وعلم النفس الإكلينيكي