تووت تووت - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تووت تووت

  نشر في 17 ديسمبر 2020 .

فيلم تووت تووت

بقلم دينا عبدالقادر محمد الحلو

انتهيت توا من مشاهدتي لفيلم تووت تووت والذي دائما ما أتوقف عند عرضه على شاشة التليفزيون ، الفيلم بطولة نبيلة عبيد وسعيد صالح ووائل نور ونادية رفيق ومحمد توفيق ،وتستحق نبيلة عبيد جائزة احسن ممثلة عن دورها في هذا الفيلم والذي يعتبر من علامات السينما المصرية ،وبالفعل قرأت انها قد حصدت عدة جوائز قيمة عن دورها في هذا الفيلم ، حيث ناقش ولأول مرو كيف يعيش "المعاقين ذهنيًا" في المجتمع ،وكيف يتم التعامل معهم من قبل المحاطين لهم ؛ وكيف يتم استغلالهم جسديا والتحرش بهم والتعدي عليهم جنسيًا ،لان لا حول لهم ولا قوة الا بالله، لا يفهمون ولا يعوون ولا يفقهون شيئًا؛ كريمة-وهو اسم نبيلة عبيد في الفيلم-تعيش في حارة شعبية في الشارع تحت سيارة قديمة تعتبرها بيتها حيث لا تعرف لها أبا ولا أما ولا أسرة ؛ لا تسلم من أذى هذه الحارة؛ فالأطفال يجرون ورائها منادين لها بكريمة يا مجنونة ؛لا تجد العطف والحنان إلا من "الحاجة" نادية رفيق؛ حتى الرجل العجوز محمد توفيق يتحرش بها في دكانته بعيدًا عن أنظار الحارة مستغلا عدم وعيها وعدم ادراكها للأمور ؛ وعندما رآها الثري محروس (سعيد صالح) وأدرك حسنها وجمالها وغياب عقلها قرر استدراكها لبيته عن طريق حبها للبسبوسة واخذها معه إلى بيته وتعدى عليها جنسيًا واغتصبها مستغلا تخلف عقلها الشديد وعدم وعيها ؛ ورغم ثراء محروس وفخامة بيته والخدم والحشم إلا أن كريمة كانت تشعر بفطرتها أن هناك خطأ ما ولم نكن سعيدة في هذا القصر الكبير رغم شراءه له ملابس جديدة وتوفير لها خادمات لخدمتها وكانت دائما تردد "عايزة اروح بيت كريمة عند الحاجة "وحاولت إلقاء نفسها من الشرفة لولا قيام الخادمات بإنقاذها؛ كانت تفضل أن تظل في بيتها تحت العربة القديمة في الحارة ،وبجوارها الكلاب الضالة عن رفقة محروس الغني الذي يستغلها ويتعدى عليها؛ وعندما تحرك في أحشاء كريمة جنين؛ وعلم محروس انها حامل؛ سعى على الفور للتخلص منها ورماها في إحدى الطرق وفر هاربًا؛ وسكنت كريمة في إحدى عربات القطار المتعطلة القديمة حتى جاءها موعد المخاض وقام أهل الخير بتوليدها؛ كريمة لم تكن تعرف كيفية التعامل مع الرضيع وكيف تقوم بإطعامه؛ وفي البداية حاولت اطعام رضيعها "ساندويتشا" اشترته من أحد المطاعم" ولمن بالطبع لم يستجب الرضيع لهذا الطعام؛ وهداها الله لكيفة ارضاع ابنها وعندما مرض وأصيب بحمى ارسل لها الله أهل الخير لاخذها للمستشفى؛ كريمة لم تسلم من المتحرشين واللصوص؛ حتى عندما أعطاها أحدهم(فؤاد.خليل) مالا وفيرا بعدما علم بأمر حملها وانها معاقة ذهنيًا ؛ تعقبها اللصوص لسرقة ما بحوزتها من مال؛ وأعتدوا عليها بالضرب والسلاح لسرقة مالها؛ حتى بائع غزل البنات الذي تعرفت عليه وهى تائهة في شوارع مصر وكانت تعرفه من ايام الحارة التي كانت تعيش بها؛ رأته وهللت من الفرحة لرؤيته ورؤية غزل البنات الذي تحبه ولكنه للاسف لم يحاول حتى أن يأخذها ويعيدها إلى الحارة حيث نشأت بل استولي بكل خسة ووضاعة على ما تحمله من جنيهات وفر هاربا؛ الفيلم يرصد قضية هامة وخطيرة جدا لم يطرقها أحد من قبل؛ ويصور كيف يتم استغلال المعاقين ذهنيا ؛وكيف يتم التعدى عليهم جنسيا فينجبون "أطفال شوارع" ليكبروا بدورهم في أحضان وأزقة الشوارع ؛ ولكن لا نستطيع أن ننكر أن كريمة قابلت نماذج طيبة في رحلتها وهى تائهة بعيدا عن حارتها؛ فلقد قابلت الأسرة الطيبة التي قامت بتوليدها في عربة القطار التي كانت تقطن بها بعد أن طردها محروس؛ كما كان يعطف عليها عم فانوس الرجل القبطى الطيب صاحب عصارة القصب ذو القلب الحنون الذي كان يعطيها كل يوم نقودا ويشتري لها طعاما وعلمها كيف تحمى نفسها وتغطى صدرها وجسدها وهى ترضع ابنها وتحمى نفسها من نظرات المتلصصين ؛أيضا وكيل النائب العام الذي أمر بالإفراج عنها بعد القبض عليها بتهمة التسول وقام بدفع الكفالة لها شفقة وتعاطفا مع ظروفها الصعبة ؛ أيضا من النماذج الطيبة التي أرسلها الله لها -عندما مرض ابنها بحمى شديدة وجفاف- كان هناك زوجان اخذاها المستشفى لعلاج وليدها ؛ حتى قابلها وائل نور في النهاية في القسم واخذها للحارة التي تعرفها- حيث ولدت وكبرت ونشأت - وفرحت بعودتها للحارة حيث بيتها تحت السيارة القديمة؛ وحيث توجد الحاجة "نادية رفيق" التي تتعلق بها لعطفها وحنانها عليها؛ كريمة أيضا رفضت رفضًا قاطعًا أن يأخذ أحد ابنها ليربيه بدلا منه وفهمت بالفطرة انه قطعة منها وكانت تنقض على اى من يحاول أن يسلبه منها !! سبحان الله ؛قلب الام حتى لو كانت لا تفهم شيئا بل انها صنعت له سبوعا في عربة القطار القديمة وجلبت شموع واخذت تمر عليها وهى تحمل رضيعها واخذت تغني وتطلق عبارات السبوع التي كتنت سمعتها في الحارة من قبل وعندما عادت الحارة أسرعت في المولد حيث كانوا يقومون بعمل "طهارة" للمواليد الذكور وطلبت من الحاجة نادية رفيق أن تصنع ذلك لرضيعها اي انها كانت قابلة للتعلم وتتذكر ما يحدث وتقلده وكانت تريد أن تعمل لدى اي دكانة عصير قصب او لدى بعض العمال ممن يعزقون الأرض لأنها تعودت في الحارة على المساعدة والعمل!!

وفي نهاية الفيلم يعرف اهل الحارة حقيقة الأمر وهوية من فعل ذلك بكريمة وعرفوا أن محروس الثري -الذي كان يحظى بحب واحترام أهل الحارة حيث كان دائم الأنفاق والإطعام لاهلها -هو من استغل كريمة واستدرجها وأخذها لبيته وقام بالتحرش بها ورماها في الشارع عندما حملت منه ؛ فقام اهل الحارة مع كريمة بضربه.حتى سالت دماؤه

وهكذا أخذت كريمة حقها منه وثأرت منه لما فعله بها

التناقض بين المظهر والجوهر

contrast between appeareance and appearance

محروس الذي كان يتظاهر بالصلاح والطيبة ويحظى على احترام الحارة ويحضر في المناسبات والموالد ويكن له اهل الحارة كل الاحترام والتقدير والتوقير لاغداقه وعليهم، كان في الحقيقة وغد آثم سولت له نفسه أن يخطف انسانة مسكينة لا تدرك شيئا ليعتدي عليها جنسيًا ورماها بكل قسوة بعد أن علم بأمر حملها ولم يؤنبه ضميره ولو للحظة! وفر منها هاربا مرة أخرى عندما قابلته صدفة !

وهكذا نجد المجتمع يتباين في تعامله مع المعاقين ذهنيًا ، هناك من يعطف عليهم ويحسن معاملتهم ، وهناك من يستغل براءتهم ، وهناك من يؤذيهم ولو بكلمة "مجنون" ، وهناك من يترصد لهم بالاعتداء الجنسي او الضرب او الاعمال الشاقة أو السرقة وربما بسرقة الاعضاء كما حدث في فيلم "الحرامي والعبيط"

أتمنى أن يكون هناك مؤسسات وجمعيات خيرية وملاجىء ومستشفيات لحماية هذه الفئة المسكينة ، وأتمنى أن يمد المجتمع يده بالحنان والعطف والحماية لهؤلاء الضعفاء والمساكين



   نشر في 17 ديسمبر 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا