نشر في 11 أكتوبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
...عاد الطفل إلى قريته ومشاعر الحزن والأسى تغمره على وفاة جدته,وبعد انتهاء العزاء بادر بسؤال والده:هل ستعيدني إلى مدرسة القرية؟
وهل هناك حل آخر في رأيك؟! قال الأب, ثم استدرك قائلا :كان أملنا الوحيد بعد الله هو بيت عمك لكنه خذلني فماذا افعل ؟يا بني , اصبر واحتسب لعل الله يأتي بفرج من عنده..
حسنا يا والدي,سأفعل ما تأمرني به.. عاد الطفل الى مدرسته بكثير من الترقب والخوف والاستياء!
وقع نظره على المدرس البدين يقترب منه,كنت اعلم انك ستعود,فمدارس العاصمة ليست لأمثالك..وقد بلغني ما فعله والدك,اشتكى علينا أليس كذلك؟
هو لم يقصد الشكوى تحديدا,هو أراد فقط ان يكون هناك تعليما للتلاميذ,السنا أبناءكم؟السنا أمانة في أعناقكم؟السنا ,شباب المستقبل؟
أنت تشبه أباك..فيلسوف ما شاء الله..لسنا فلاسفة يا سيدي,لكننا نطالب بحقوقنا في التعليم ,لماذا لا تعاملوننا كما تعاملون تلاميذ العاصمة؟فيم هم أفضل منا؟!
أم لأنهم أبناء فلان وعلان؟
لسانك سليط أيها الفتى,من اليوم الأول وأنت تتفلسف,ساخذك إلى المدير ليتفاهم معك.
دخل الطفل الإدارة,وإذا بعدد غفير من المدرسين وأولياء الأمور وعلى رأسهم المختار..يجلسون في الإدارة..
لكم أن تتخيلوا شعور طفل وهو يقف بين عدد كبير من الرجال!!
المدير: ما بك؟ لا شئ يا سيدي لكن الأستاذ كان يتناقش معي في موضوع ما..
المدرس:ومن أنت حتى أتناقش معك,هذا الفتى يا حضرة المدير لسانه سليط,ينتقد سياسة المدرسة وينتقدك شخصيا!
وماذا قال يا أستاذ عني؟
يقول انك لا تعلم شيئا عن المدرسة,وان هناك تسيب وليس هناك اهتمام بالتعليم..!
الطفل:اتق الله يا أستاذ,والله أني لم اقل هذا,هذا المدرس يكرهني من العام الفائت,ولا اعلم لماذا؟!
في تلك اللحظات,كان هناك رجل ذو هيبة يجلس إلى جانب المدير, يرمق الفتى بنظرات مليئة بالإعجاب والتعجب!!
قاطع ذلك الرجل المهيب المدرس وقال:ما اسمك يا صغيري؟
أنا فلان ابن فلان يا سيدي..
اعتقد أننا سنصبح أصدقاء أيها الفتى!!
قال الرجل هذه الكلمات وسط ذهول الحضور..
فمن يكون هذا الرجل؟!
-
Dallashوَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير