رغم أني لا أجيد اللغة الكردية إلا أنني خلال ندوته التي ألقاها في اتحاد الكتاب في إقليم كردستان العراق فهمت معظم كلامه
كان ينظر إلي معتقدا أنني كردية لأنني كنت مأخوذة كليا بحديثه، حتى أنا استغربت من نفسي كيف فهمت هذا الكم من الكلمات من شخص يتحدث بلغة لا أعرفها، ربما لأن الندوة تتناول الحديث عن رواية (ممو زين) وهي رواية أخذت من وقتي وتفكيري الكثير، قراءة وتحليلا
ومنها ولجت عالم الأدب الكردي بشغف العاشق وفضول الفيلسوف بعد أن ترجمها الدكتور العلامة محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله.
وربما لأن الدكتور فرياد فاضل عمر كان يتحدث بقلبه وعيناه تترجم، فهو لم يكن يتعامل مع المادة العلمية كمفكر فقط بل كان ينتمي حقيقة لكل ما يفعله، لذلك أصبحت اللغة أمرا ثانوياً، فالانتماء لشيء ما يجعل حواسك كلها تتحدث عنه نيابة عن لسانك.
عندما انتهت المحاضرة تحدثت إليه وفوجئ أنني عربية وفوجئت أنه يجيد العربية والألمانية والانجليزية والإيرانية وغيرها وأنه ضليع في الأدب العربي والأدب الكردي.
لم يكن مفكرا فقط بل كان شاعرا ومترجما ومؤرخا أيضا، تواضعه الجميل أثار إعجابي وانتماؤه لكل ما يفعل غير وجهة نظري في الحياة
فأحببت أن أكتب له رسالة أقول فيها: قد نسير كل صباح في طريقنا للعمل بشكل رتيب ممل ليأتي طائر ما ذات يوم يغني فوق شجرة قديمة على الدرب ليذكرنا فجأة أن الحياة جميلة وأنها تستحق الغناء.. هكذا فعل لقائي بك
د. فرياد فاضل عمر إذا كانوا قد لقبوك ب أحمد خاني العصر فأنا أراك (تاريخاً يمشي على قدمين).
مبارك حصولك على وسام الاستحقاق لجمهورية ألمانيا الاتحادية، ومبارك لنا بك.