الموج .. لا أرى غير الموج هنا..
أنفاسي الصغيره تحاول الزفور خارجاً ، ولكني اُحارب الآن من امواج البحر ، كتفاي لا يستطيعان ان يقوما الموت.
أنا اللاجئ الصغير ، برئتيي الضئيلتين ولكنها قويه - كما أخبرتني- فهي شَهدت الرماد و الدخان الاسود و حطام البيوت و رائحه رصاص المدافع ،ولكنها شاءت الهرب ، الهرب من الاختناق ، فسلكت البحر الكبير.
رئتاي الضئيلتان بين سماء وبحر ، تتنفس بترقب ، وبصبر.. تستحس الشاطئ ، لتصل الى ضفة الحياه الجديده.
تحولت الحقيقه المرجوه في ثوانٍ ، رئتاي لا تَسع للماء -انا اعلم ذلك- تحدثتُ لها " قاومي! ، فلم يساعدني عمري الضئيل مثلك على ان اتعلم كيف اقاوم بذراعي ، كيف اسبح ، كيف احارب لحياتي ، قاومي ولا تكلي ، انت قويه و ستبقين!. "
لم تسمع ندائي ، صَمدت قليلاً واعلنت وهنها على تحمل المأساه.. فأستسلمت.
حينئذ علمتُ اني سأذهب لربي وليس لضفه الحياه الجديده فقلت لأخي وهو يسافر معي للسماء
"سأخبر الله عن كل شئ " .
(عيلان و غالب الكردي ، الطفلان السورايان الشهيدان ، على السواحل التركيه بعد حربهم مع البقاء).