حدث في الخريف(4)
قصة قصيرة الجزء الرابع
نشر في 29 يوليوز 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
في الصيف كان اللقاء الأخير بينهم، ذهب مالك الفؤاد بين شعور وآخر، وذهبت "إزميرالدا" إلى فصل لم يتم اكتشافه بعد، وذهب "أكتوبر"، تمنت قبل ذهابها لو أنها احتفظت بجزء من ذبذبات صوته في حيز صغير يبقى مرافقاً لها، ولكن الوقت لم يساعدها.
جاء الوقت الذي خرجت فيه "إزميرالدا" من فراغ الضياع لأنها لم تستطع أن تضع مالك الفؤاد في طيات الماضي أو في سراب الحاضر، ليتهم اخترعوا مسكناً للذكريات، كان الله في عونها، كاد تاريخها يذكر اسمه حتى الرمق الأخير من العمر، وذلك بسبب عجزها عن تحمل قوة ذلك الشغف، كأنه لا يوجد مهرب منه إلا لطيفه.
اللغة الغير مفهومة بين "إزميرالدا" وحبيبها تجاوزت الحقيقة، لأن حياتهم معاً كانت بلا بداية ولا نهاية، بلا ماضي ولا حاضر، بلا تفاصيل ولا أحداث، بل كانت حياتهم لحظات أعمق من ذلك بكثير، لحظات يتم توثيقها بالقلب حتى لو صمت الكلام للأبد.
بحث مالك الفؤاد عن نفسه بين الصوت الخافت في قلبها لعله لمس أطراف الحديث داخلها، وتمنى لو اختصر العالم جميعه بها، أما هي تمنت لو أنها رسمت على يده زهرة الليلك، أو أنها وضعت ذرات الياسمين في جيب قميصه، أو نثرت نسيج المسك على عقدة حاجبيه، وكيف لا تتمنى ذلك وهو اخترق أعماقها... يتبع في الجزء الخامس
بقلم سهام السايح
-
سهام السايحمؤلفة كتاب كأنه سديم وكتاب عمر مؤجل
التعليقات
كم أتفق معك بتلك العبارة التي تقولين فيها "ليتهم أخترعوا مسكناً للذكريات،" ...
جميل جداً ما قرأته لكِ هنا والأجمل احساسك النابض في المعنى الكبير الذي يحمله هذا النص الحي..