الترادف يعني : دلالة عدد من الكلمات المختلفة على معنى واحد.

مثل : خاف الرجل، وفزع، وخشي، ووجل، وفرق، ورهب، وارتاع، وارتعب، وانذعر.

ومثال آخر: الجود، والسخاء، والأريحية، والندى، والسماحة، والكرم، والبذل.

ويقال : عن شخصين يمتطون نفس الحصان : فلان رديف فلان ، اي انه ملتصق به وقريب منه ، ولكنهما في الحقيقة شخصان مختلفان رغم قربهما من بعضهما البعض.

ولا يجوز أن يختلف اللفظ والمعنى واحد ، لأنّ في كل لفظة زيادة معنى ليس في الأخرى، ففي ذهب معنى ليس في مضى .

- الفرق بين الحماية والحفظ: أن الحماية تكون لما لا يمكن إحرازه وحصره مثل الأرض والبلد، تقول: هو يحمي البلد والأرض، والحفظ يكون لما يُحرز ويُحصر وتقول هو يحفظ دراهمه ومتاعه.

- الفرق بين الحمد والمدح: أن الحمد لا يكون إلا على إحسان، والمدح يكون بالفعل والصفة وذلك مثل أن يمدح الرجل باحسانه إلى غيره وأن يمدحه بحسن وجهه وطول قامته ولا يجوز أن يحمده على ذلك وإنما يحمده على إحسان يقع منه فقط.

- الفرق بين الخجل والحياء: الخجل مما كان والحياء مما يكون.

- الفرق بين الخشوع والتواضع: التواضع يعتبر بالاخلاق والأفعال الظاهرة والباطنة. والخشوع: يقال باعتبار الجوارح.

- الفرق بين القسم والحلف: أن القسم أبلغ من الحلف.

- الفرق بين الغضب والسخط: أن الغضب يكون من الصغير على الكبير ومن الكبير على الصغير، والسخط لا يكون إلا من الكبير على الصغير.

ويمكن القول ان الترادف قد يستخدم في الشعر والخطابة الأدبية والسياسية ولكنه محال ان يكون في كتاب الله ، لأن الله حكيم مبدع وكل لفظ في المصحف يشير بدقة الى معنى خاص باللفظ .

فالقرآن كلام معجز دقيق وكل حرف فيه وكل مبنى وكل اسم له دلالته الخاصة التي تؤكد ان القرآن يخلو من الترادف .

وعليه كلمة صوم تختلف عن صيام ، قال تعالى ( كتب عليكم الصيام ) اي الامتناع عن الطعام والشراب ، وأما الصوم فمختلف قليلا قال تعالى : (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ) فالصوم هنا ليس امتناع عن الطعام انما هو امتناع عن الكلام وعن افعال اخرى .

وقد تحدث الله عز وجل عن القرآن ، وسماه الكتاب الذكر التنزيل الفرقان ام الكتاب وكل تسمية لها معناها الخاص ودلالتها . وهو بحث عميق يحتاج الى بحث ودراسة.

وكلمة رسول ليست ككلمة نبي ، فالله خاطب محمد بن عبد الله مرة بخطاب الرسالة وهذا له دلالته الخاصة ومرة خاطبه في مقام النبوة وهذا يختلف عن مقام الرسالة ، ويترتب على هذا الأمور كثير من المفاهيم والحقائق والأحكام التي لم ينتبه اليه كثير من الناس .

ومن هنا نستطيع ان نستقريء آيات القرآن ونعرف ان اللفظ في القرأن الكريم له دلالته الخاصة بحسب السياق القرآني فالقرآن استخدم المعنى وفق مقصد خاص لا يمكن ان نعبر عنه بمعاني كلمات تعطي نفس المعنى وانما يختلف استخدام اللفظ بحسب السياق .

المشترك اللفظي :

المشترك اللفظي : هو اللفظ الواحد الدال على معنيين مختلفين فأكثر

فكلمة نساء في القرآن تعني جمع امراة ، وقد تعني بحسب السياق : نساء من النسيء اي الزيادة ويقصد هنا كماليات الحياة .

فالله تحدث عن النساء والبنون في الاية وذكر انهما متاع ، والمتاع لغير العاقل ، فوجب ان نرد المعنى للمعنى الاخر الذي بني على جذر الكلمة حين قال الله : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ )

ف "نساء" هنا ليست جمع امرأة ولكنها من نسأ نسيء أي الزيادة وهي الكماليات في الحياة والبنون اي الأبنية والعمارات ، وبعض المفسرين لم يفرقوا بين المعنين فاصبحت المرأة عندهم متاع أي انها شيء غير عاقل وهذا ترتب عليه فقه خاص نتيجة تشييء المرأة .

الخلاصة :

علينا هنا اعادة ضبط المعاني :

1. حسب السياق والنظم القرآني

2. البعد عن الترادف في تفسير القرآن

3. تمييز المشترك اللفظي في القرآن

4. الموضوعية واعادة التحليل للمحتوى القرآني .

5. معالجة النصوص بالأدوات المعرفية

6. النظر في المصحف بعيوننا اليوم .

7.فهرسة القرآن الكريم بحسب الفهرسة الداخلية فيه